في الوقت الذي لم تندمل بعد فيه بعد جراح الهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة، يأبى عدد ممن يعتبرون أنفسهم من الفاعلين الثقافيين والفنيين بسوس، فضلا عن رجال أعمال، إلا أن يسبحوا ضد التيار ضاربين عرض الحائط كل نداءات الضمائر الحية المنادية بمقاطعة اسرائيل، من خلال إقدامهم على تنظيم زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي بدعوى المشاركة في يوم دراسي حول موضوع زلزال أكادير وآثاره على الأسر اليهودية جنوب المغرب، وذلك تحت إشراف كل من مؤسسة ياد بن زفي والجامعة الحرة هاييم سعدون بالقدس. وأفادت مصادر عليمة أن الوفد المشارك في هذا اليوم المقدر ب:21 فردا قام بإجراءات الرحلة إلى إسرائيل في ظروف سرية تامة، كما أن المشاركين من رجال الأعمال تحاشوا كشف أسمائهم للرأي العام المحلي خشية انفضاح أمرهم. وأضافت مصادرنا أن هذه الزيارة جاءت بعد زيارة مثيلة قامت بها أخيرا لأكادير أورنا بازيز التي وقعت من خلالها كتابها الذي كتبته حول الزلزال الذي ضرب أكادير سنة ,1961 والذي عاشته وكانت إحدى ضحاياه بعدما فقدت فيه جميع أفراد أسرتها لتغادر بعده إلى إسرائيل. ومباشرة بعد هذا اللقاء، تم جمع معطيات المشاركين في حفل التوقيع ليتم الاتصال بهم لاحقا للمشاركة في اليوم الدراسي المذكور. يأتي هذا أياما بعد تأسيس جمعية أفراتي بأكادير التي تعنى بالشأن الثقافي اليهودي والأمازيغي وتميز جمعها العام بإلقاء كلمة للمستشار الملكي اندري ازولاي، هذه الجمعية التي يتزعمها شباب محسوب على الحركة الأمازيغية بمنطقة سوس. وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية المغربية، كما تعرضت للعديد من الانتقادات حيث وصفت بالرغبة في التطبيع مع إسرائيل، ينضاف إلى هذا ما عرفته منطقة الريف هي الأخرى من خلال تأسيس جمعية الذاكرة المشتركة التي تعنى بجانب العلاقات اليهودية الأمازيغية. هذا إلى جانب العديد من اللقاءات التي جمعت الشبيبة الأمازيغية بيهود مغاربة في لقاءات سابقة. يذكر أن الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي أحمد الدغرني سبق وأن شارك في أحد لقاءات منظمة الأمن والتعاون الأوربية السنة الماضية بتل أبيب، الأمر الذي أثار جدلا واسعا داخل المغرب، و يعتبر أيضا من أبرز الداعمين لفكرة التنسيق الأمازيغي اليهودي.