شبه سيون أسيدون، رجل أعمال والناشط الحقوقي المغربي، الهجمة التي تقوم بها إسرائيل على قطاع غزة بنكبة 1948، تاريخ بداية احتلال فلسطين. واعتبر أسيدون، الذي كان يشارك في ندوة «من كل العقائد والشرائع مع الحق الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني» احتضنها مقر الاشتراكي الموحد الجمعة الماضي، أن إسرائيل ستواجه جراء عدوانها على غزة حملة مثيلة للحملة التي واجهها نظام الأبارتيد بجنوب إفريقيا. وانتقد أسيدون صمت حركة السلام عن المجازر التي ترتكب حاليا ضد أبناء شعب غزة الأعزل، مشيرا في السياق ذاته إلى أن هناك ثلة صغيرة للمناهضين للصهيونية هم واقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل وقف الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية. وأضاف أسيدون أنه بدون شك سيكون لهذه الثلة مستقبل كبير طالما أن الجرائم ضد الإنسانية ستوقظ ضمائر حية داخل الكيان الصهيوني، وسيلتحق بهم عدد من الناس لمناهضة نظام الأبارتيد. من جهة أخرى، لاحظ أسيدون أنه لأول مرة في المعسكر الفلسطيني توحدت وتضامنت جل الاتجاهات السياسية والثقافية والجمعوية التي تعيش داخل الأراضي المحتلة منذ 48، حيث لوحظ تكاثف جميع هذه الأصوات مع بضعها البعض، وهذه ظاهرة جديدة يجب أخذها بعين الاعتبار. وقال أسيدون إن كل رصاصة يطلقها الكيان الصهيوني على مدنيين عزل هي بمثابة رصاصة موجهة إلى مصداقية السلطة الفلسطينية الرسمية، وإن ما قام به الكيان الصهيوني هو دليل إضافي على أن منطق الصهيونية لا يمكن أن يلتقي بمنطق السلام وبمنطق الاعتراف بأي كيان فلسطيني أيا كان، ماعدا كيان شبيه بالباندوستان التي كان يقيمها نظام الأبارتيد بجنوب إفريقيا ويحصر داخلها الأفارقة السود، الذين كان يفرض عليهم نظام رقابة صارم. واعتبر أسيدون، من جهة أخرى، صمود وبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، رغم ما يقوم به الكيان الصهيوني من توسيع الاستيطان وبناء الحائط العازل «الأبارتيد» ومنع مواطني الضفة الغربية من العيش الكريم ومن حرية التجوال، عناصر أساسية سيبنى عليها الصراع في المستقبل. ويمكن، حسب أسيدون، أن يقول المرء إنه، بعد هذه المحرقة الشبيهة بما قام به النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية ضد اليهود، لا يمكن التنبؤ بإمكانية تعايش كيانين، إذا كان أحدهما صهيونيا، لأن منطق الصهيونية هو محاولة محو وجود الشعب الفلسطيني على أرضه. وخلص أسيدون إلى كون مشروع منظمة التحرير الفلسطينية المعلن عنه في 1974 لبناء سلطة وطنية في جوار دولة إسرائيل، ما دامت هذه الدولة متشبثة بطابعها الصهيوني، يبقى موضع تساؤل. وقبل انطلاق هذا اللقاء، الذي استدعي له كل من الأب أندري ممثلا للجانب المسيحي بكنيسة الرباط وشمعون ليفي مدير المتحف اليهودي بالدار البيضاء ومصطفى بوهندي أستاذ علم الأديان بجامعة الحسن الثاني المحمدية، تم الوقوف دقيقة صمت من قبل الحضور ترحما على أرواح شهداء غزة. اللقاء كان مناسبة أيضا لبسط وجهة نظر حقوقية حول الجرائم التي ترتكب من طرف العدو الإسرائيلي على أبناء غزة، كما تم استعراض شهادة حية من قبل الناشطة الفلسطينية سلمى التي قدمت نماذج عما يكابده الغزاويون يوميا جراء القصف الهمجي الإسرائيلي.