تحول المنتدى العالمي حول الهجرة والعولمة الذي نظمته مؤسسة روح فاس ومركز جنوب- شمال للحوار بين الثقافات والدراسات حول الهجرة، بمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين يمثلون 15 بلدا والذي انطلقت أشغاله يوم الثلاثاء، (تحول) إلى حلقة للدفاع عن الطروحات الصهيونية في الوقت الذي ما زالت فيه آلة الدمار الإسرائيلية تبيد سكان غزة باستعمال كافة الأسلحة ومنها أسلحة محرمة دوليا. وكان ديفيد بن سوسان الذي قدم على أنه يهودي مغربي من جامعة كيبيكبكندا، خصص مداخلته في موضوع التعددية الثقافية واندماج الجاليات المهاجرة: الحالة الخاصة للهجرة المغربية في كندا ، للدفاع عن المستوطنين في مستوطنة سديروت، حيث وصف اليهود المغاربة من سكان هذه المستوطنة بـضحايا صواريخ الفلسطينيين، وأظهر تعاطفه معهم، دون أن يشير من قريب أو من بعيد لضحايا القصف الإسرائيلي الذي يتعرض له قطاع غزة والذين تجاوز عددهم الألف شهيد وأزيد من أربعة آلاف جريح، وأشار بن سوسان إلى أن علاقة اليهود المغاربة في كندا بوطنهم الأم المغرب تتغير وفقا للأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط. وقد شهدت الجلسة الموالية نقاشا حادا خاصة عندما تناولت الكلمة إحدى الحاضرات قالت فيها إن المغاربة اليهود المتواجدين في أرض فلسطين من البحر إلى النهر هم محتلون وصهاينة، وبعضهم ينتمي إلى جماعات متطرفة، وأضافت وإن كنا نعتبر أن كل متواجد على أرض فلسطين محتل وصهيوني كل حسب درجته وأشارت المتدخلة إلى وجود مغاربة يهود شرفاء أدانو وتبرأو من الهجمة الشرسة والهولوكست الحقيقي الذي يتعرض له الفلسطينيون من طرف الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، وقد أثارت المداخلة غضب ديفيد بن سوسان الذي رد غاضبا بطرح تساؤل ألا يمكن القول أن المغاربة في سديروت كانوا ضحية هجمات الفلسطينيين، ووصف المنتدى بأنه تحول إلى ساحة للدفاع والتضامن مع الفلسطينيين. وسبق لسيون أسيدون المثقف اليهودي المغربي المعروف بمناهضته للصيهونية أن اعتبر في تصريح لجريدة >التجديد< أن المغاربة اليهود الذين يستوطنون فلسطين حاليا يعتبرن في أغلبهم جلادين وضحايا في آن واحد، فهم جلادون مضطهدون (بالكسرة) لأنهم يشاركون في الاحتلال المسلح لفلسطين وضحايا لأنه هجروا من بلدهم الأصلي المغرب من طرف الصهيونية قصد استعمالهم كيد عاملة رخيصة أو كجنود يزج بهم في جيش الاحتلال وفي صفوفه الأمامية. وأضاف في تصريح سابق أن الصهاينة مهما قاموا به من تنكيل وتقتيل، فالفشل حليفهم في غزة كما كان في لبنان سنة .2006 وفي نفس السياق اعتبر عميد كلية الآداب بظهر المهراز بفاس خلال كلمته في المناقشة أنه لا يمكن السكوت على المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون لأنه تمت إدانتها حتى من قبل الفاعلين في إسرائيل نفسها، وأضاف بأن الإدانة تطال مايتعرض له الفلسطينيون من طرف إسرائيل، وأيضا ما يتعرض له الإسرائيليون جراء صواريخ الفلسطينيين، في محاولة من العميد لإرضاء الجميع وتلطيف الأجواء، وقد لاحظ الحضور محاولة هذا الأخير بعد نهاية الجلسة تطييب خاطر ديفيد بن سوسان فيما يشبه اعتذارا منه عما حصل خلال المناقشة. وقد أجمع عدد من الأساتذة والطلبة الذين حضروا الجلسة على أن هذه الجلسة شهدت تمرير أفكار صهيونية وحادت عن الموضوع الرئيسي الذي كان مبرمجا، وقالوا أن بن سوسان لايفوت فرصة لتمرير أفكاره الصهيونية، حيث روج لنفس الرؤية ونفس الأفكار خلال مشاركته في تظاهرة سابقة بفاس. هذا الموقف الذي حاول اليهودي المغربي ديفيد بن سوسان الترويج له، يتناقض مع موقف أزيد من 4500 من اليهود الشرفاء الذين يعيشون في المغرب ويعتزون بمغربيتهم، والذين لا يؤمنون بشرعية الكيان الصهيوني من الأساس، ومن بينهم سيون أسيدون وادمون المالح وهما من بين الموقعين على نداء رجال الأعمال المغاربة بخصوص مقاطعة البضائع الإسرائيلية، ومنع كل أشكال التعامل الإقتصادي مع هذا الكيان. من جهته قال عبد الإله المنصوري عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين إن هذا الكلام الذي روج له بن سوسان أسخف من أن يرد عليه، وشدد في تصريح لـالتجديد على أنه كان ينبغي عدم استدعاء مثل هؤلاء الصهاينة إلى بلدنا لترديد مقولات غير موضوعية تدافع عن حق القاتل والمغتصب في ممارسة القتل والتمادي في جرائمه، واعتبر المنصوري أن كل المستوطنين الموجودين في فلسطينالمحتلة مستعمرون وغرباء في أرض لاعلاقة لهم بها، وأضاف بالقول إذا كان هناك من مستوطنين مغاربة فعليهم أن يعودوا إلى بلدهم، أما وجودهم هناك فهو غير شرعي وأشار إلى أن أكثر من نصف ساكنة غزة هم من اللاجئين الذين تم تهجيرهم بقوة الحديد والنار من تلك المناطق التي أقام عليها الصهاينة مستعمراتهم.