في أول تحرك بعد الإعلان عن ميلادها مؤخرا، في مدينة أكادير، سيلتقي أعضاء في جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية، بحر هذا الأسبوع، في الصويرة، بوفد إسرائيلي. وكشفت مصادر أمازيغية أن الوفد الإسرائيلي، الذي ستترأسه أورنا بازيز، الكاتبة الإسرائيلية مغربية المولد، والأستاذة المحاضرة بالمعهد الجامعي دافيد يلين لعلوم التربية في القدس، سيتدارس خلال اللقاء، الذي سيجمعه بفعاليات أمازيغية، سبل دعم التعاون بين الجمعيات الأمازيغية المغربية واليهود المغاربة وردود الفعل بخصوص هذا التعاون، وكذا مستجدات الساحة السياسية المغربية. كما سيعرف اللقاء الذي ستحضره كذلك فعاليات من الحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل وجمعيات ثقافية، تقييم أوضاع الحركة الأمازيغية في المغرب و«المضايقات» التي تتعرض لها. في السياق ذاته، لم يستبعد أحد المشاركين في اللقاء إمكانية مناقشة فكرة التحضير لعقد مؤتمر دولي ليهود المغرب، الذي كان من المزمع تنظيمه في شهر أبريل الماضي في أكادير، دون أن يعرف طريقه إلى الانعقاد إلى حدود اليوم. ويعتبر لقاء الصويرة ثاني لقاء يجمع أمازيغ يتحدرون من أكادير بإسرائيليين، بعد اللقاء الذي عقد في مارس الماضي، على هامش المشاركة في يوم دراسي حول «زلزال أكادير وآثاره على الأسر اليهودية جنوب المغرب»، نظمته مؤسسة «ياد بن زفي» والجامعة الحرة «هاييم سعدون» في القدس. وأفاد المصدر ذاته بأن أعضاء الوفد المشارك في اليوم الدراسي الذي عرف مناقشة كتاب «حكاية أكادير؛المدينة وخرابها» لبازيز، عقدوا خلال مقامهم في إسرائيل لقاءات مع يهود وعسكريين متقاعدين في الجيش الإسرائيلي من أصول مغربية همت الأوضاع السياسية للمغرب وأوضاع الأمازيغ واليهود. إلى ذلك نفى المصدر أن يكون لأندري أزولاي، المستشار الملكي، أية صلة لا من بعيد أو قريب باللقاء، مشيرا، في رده على سؤال ل«المساء» حول سبب اختيار الصويرة كمكان للقاء، إلى أنه كان على اعتبار رمزيتها كمدينة أمازيغية عاش ويعيش فيها يهود مغاربة. من جهة أخرى، قال حميد بوهدة، أحد أعضاء جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية، التي امتنعت في بلاغ تأسيسها عن تقديم تشكيلة مكتبها: «لم نلجأ إلى الكشف عن كل ما يتعلق بالجمعية دفعة واحدة، بعد أن استحضرنا ما تعرض له الواقفون وراء مبادرات مماثلة من استفزازات وتهديدات اضطرتهم إلى التراجع عن مشروعهم. لذلك ارتأينا التدرج في الكشف عن التركيبة وإرجاء ذلك إلى مرحلة مقبلة»، مشيرا في أول تصريح صحافي للجمعية إلى أن هناك توجها إيديولوجيا معاديا للانفتاح على باقي مكونات المجتمع المغربي من طرف القوميين والإسلاميين، مع أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن المغاربة هم الأكثر زيارة لإسرائيل في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. جدير بالذكر أن الجمعية التي تم الإعداد لتأسيسها منذ سنة 2007، تسعى إلى «توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الإسرائيليين الذين استوطنوا المناطق الأمازيغية بالمغرب وهاجروا إلى إسرائيل»، و«حماية الحقوق الأساسية للشعبين الأمازيغي واليهودي ومكافحة اللاسامية والعنصرية، والاعتراف الدستوري والرسمي باللغتين الأمازيغية والعبرية بالشمال الإفريقي وبالعالم كله».