أسفر هجوم قادته عناصر مجهولة بواسطة السيوف على عدد من المواطنين في مناطق مختلفة بالقنيطرة، أول أمس، عن إصابة أستاذ بجروح خطيرة والسطو على مبالغ مالية مهمة. وذكرت مصادر «المساء» أن شابين مسلحين كانا يمتطيان دراجة نارية، ظلا، طيلة اليوم نفسه، يتربصان بضحاياهما بشارع مولاي عبد العزيز، ويعترضان سبيل المارة ويسلبان ما بحوزتهم من النقود والهواتف النقالة، ثم يلوذان بالفرار عبر الدروب المتفرعة عن هذا الشارع. المشتبه فيهما، وهما في العشرينات من عمرهما، قاما بالاعتداء على شاب يدعى عبد الحق معيتات، 22 سنة، وسرقا منه مبالغ مالية مهمة، فاقت 20 ألف درهم، بعدما هدده أحدهما بسيف وضعه على عنقه، فيما بادر الآخر إلى محاصرته والسطو على المبلغ المذكور. وحسب المصادر ذاتها، فإن الجانيين يعمدان إلى نصب كمين لضحاياهما، عبر إيهامهم بأن دراجتهما معطلة، وأنهما في أمس الحاجة إلى مساعدة، قبل أن يقوما بعد ذلك باستدراجهم إلى مكان خال مجاور، للتواري عن أعين الراجلين، لينفذا عملياتهما الإجرامية بكل دقة، ودون إثارة الانتباه. وغير بعيد عن النقطة الكيلومترية التاسعة، تفاجأ أستاذ، كان بصدد انتظار سيارة أجرة كبيرة لنقله إلى وسط المدينة، بعد عودته من جماعة »البحارة اولاد عياد« التي يزاول بها مهنة التدريس، بشاب يتحوز سيفا، يهاجمه ويتسبب له في إصابات بليغة. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن المسلح، الذي كان في حالة هستيرية، اعتدى على ابراهيم بنائيل، الذي يعمل بفرعية »الخناشة« التابعة لمجموعة مدارس »السياح«، في محاولة منه للاستيلاء على أغراض الضحية، إلا أن هذا الأخير أبدى مقاومة شديدة، دفعت الجاني إلى استعمال سيفه، قبل أن يطلق ساقيه للريح تاركا المعلم مضرجا في دمائه. ونقل الضحية على متن سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي، بعدما أصيب بجروح خطيرة في الرأس والظهر واليد، تطلبت إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة لرتقها بالغرز، ولوقف نزيف الدم الذي كان يعاني منه. وأثار هذا الاعتداء استياء عدد كبير من نساء ورجال التعليم العاملين في أحواز القنيطرة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أعضاء هيئة التدريس لمثل هذه الجرائم في الموقع نفسه. ويشار إلى أن حالة الاعتداءات ضد المواطنين تصاعدت في الآونة الأخيرة، بالرغم من الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها ولاية أمن القنيطرة للحد من تفشي الجريمة بالمدينة، عبر تكثيف الدوريات التي تقوم بها فرق أمنية مختلطة بشكل جماعي في العديد من المناطق المصنفة في خانة النقط السوداء، وهي الخطة التي أثبتت فشلها، بعدما فطن منفذو هذه الاعتداءات إلى نواقصها وسلبياتها.