شهدت مدينة القنيطرة وأحوازها، مؤخرا، يوما دمويا أودى بحياة شخصين، وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في جرائم متفرقة وقعت في مناطق متعددة بالإقليم. وعاينت «المساء» العديد من المصابين، الذين كانوا ينزفون دما، وهم ينتظرون، رفقة ذويهم، في طابور طويل، دورهم في العلاج بمستشفى الإدريسي الإقليمي، حيث تطلبت طبيعة جروحهم الرتق بالغرز. وحول تفاصيل هذه الاعتداءات، فإن المدينة اهتزت، في وقت مبكر من اليوم نفسه، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شاب يدعى «د.ع» في الثلاثينيات من عمره، يقطن بحي «الكارطي»، بعد تلقيه ضربة سكين من صديقه خلال جلسة خمرية أسقطته جثة هامدة في الحين، وهو ما دفع الأمن إلى اعتقال المشتبه فيه وفتاة على ذمة التحقيق. هذا في الوقت الذي عثرت فيه مصالح الدرك الملكي بالساحل الشاطئي التابع لنفوذ جماعة «سيدي الطيبي» أحواز القنيطرة على جثة فتاة مجهولة، في العقد الثاني من عمرها، مرمية بجانب البحر، مجردة من ثيابها وآثار الاعتداء بالضرب الشديد بادية على جسدها، حيث تم نقلها إلى المستودع البلدي للأموات بالقنيطرة، في انتظار تشريح الجثة، لتحديد هويتها والأسباب الحقيقية التي تقف وراء وفاتها. وفي نفس المدينة، عرف حي »عرصة القاضي«، ليلة اليوم ذاته، معركة ضارية بالسكاكين والخناجر قادتها مجموعة من المنحرفين، مستغلين التواجد الأمني الضعيف بالحي، مما أسفر عن سقوط الشاب «ع. إ. ن» جريحا نتيجة إصابته في الرأس. كما هاجم مسلحون من أربعة أفراد محلبة بسوق «المسيرة» بمنطقة «الساكنية»، واعتدوا بالضرب على رجل كان برفقة زوجته، قبل أن يلوذوا بالفرار، تاركين ضحيتهم يصرخ من شدة الإصابة. وبمدينة سيدي يحيى الغرب، فوجئ العديد من المصلين، وهم يتأهبون للدخول إلى المسجد لأداء صلاة العشاء، بشاب، كان في حالة غير طبيعية، يستل سكينا من الحجم الكبير من تحت معطفه ويلوح به في اتجاههم، قبل أن يعمد إلى إصابة ضحيتين، محدثا لهما جروحا غائرة بمختلف أنحاء جسميهما، تطلبت نقلهما على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الجهوي بالقنيطرة، فيما كشفت المصادر، أن دورية أمن تمكنت من اعتقال الجاني وهو بصدد مواصلة اعتداءاته على المواطنين بالشارع العام. وما أن انتهى الطبيب المداوم والممرض المساعد بنفس المستشفى من تقديم العلاجات الأولية للضحايا المذكورين، حتى حملت إليهما سيارة إسعاف، قادمة من جماعة «سيدي الطيبي»، مصابين اثنين في حالة خطيرة، ويتعلق الأمر بكل من »ب. إ«، يعمل خياطا، و«ب.ح»، حيث تعرضا معا لاعتداء شنيع من طرف عصابة مسلحة بالسكاكين هاجمت حافلة النقل الحضري التي كانت تقلهما بمنطقة «أولاد اسبيطة»، واستولت على مجموعة من الهواتف النقالة ومبالغ مالية مهمة. وتشير العديد من المعطيات الأولية إلى أن قلة عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، وضعف الدوريات في عين المكان، شجع أفراد عصابة خطيرة على ممارسة اعتداءات بالجملة على المواطنين، وصلت إلى حد احتجاز المواطنين بالحافلات وسلبهم ما بحوزتهم، وقال أحد الضحايا، إن قصبة المهدية وسيدي الطيبي أضحتا خارج التغطية الأمنية، ووقعتا تحت سيطرة عصابات منحرفة تنشط في مجال السرقة والسطو والاتجار في المخدرات.