أسفرت حوادث إجرامية مختلفة، استُعمِلت فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، وقعت خلال الأسبوع المنصرم، في مناطق متعددة من مدينة القنيطرة، عن سقوط قتيل وجرح ما لا يقل عن ثمانية آخرين، بينهم فتاة، نُقِلوا جميعا إلى المركب الاستشفائي الإقليمي في المدينة نفسها. وذكرت المصادر أن المدينة عرفت سلسلة من الاعتداءات المرعبة على المواطنين واعتراض سبيلهم، وتواصلت طيلة أيام الأسبوع الفارط، الذي وُصف ب«الدامي»، لتخلف العديد من الضحايا الأبرياء وجدوا أنفسهم، فجأة، بين أيدي الأطباء بسبب الجروح الغائرة التي أصيبوا بها، حيث تطلبت إحدى الحالات رتق إصابتها ب 25 غرزة. وكانت آخر هذه الأحداث الأليمة محاولة الاختطاف التي تعرضت لها عاملة تقطن بجماعة «أولاد بورحمة»، مساء أول أمس، من طرف مجموعة مسلحة بالسكاكين، أثناء مرورها عبر إحدى الطرق المتفرعة عن «ساحة مولاي يوسف» في اتجاه مقر عملها، حيث سلبها أفراد هذه العصابة بسرقة حافظة نقودها واعتدوا عليها بالضرب بالسلاح الأبيض، بعدما رفضت مرافقتهم إلى مكان مجهول. وكشفت الضحية ل«المساء» أنها فوجئت بأربعة شبان، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و21 سنة، يحاصرونها وينتزعون منها، بالقوة، محفظتها الصغيرة تحت التهديد بالسكين، ثم حاولوا إجبارها على اصطحابهم إلى مكان خال مجاور، مشيرة إلى أن رفضها الانصياع لرغباتهم دفع المهاجمين إلى الاعتداء عليها بعنف شديد، ألحق بخدها الأيسر ندوبا بليغة شوّهت وجهها. وقبل هذا اليوم بيوم واحد، اهتز «حي الربيع» في المدينة نفسها على وقع جريمة قتل راح ضحيتَها بائع سمك يدعى «ع. م.» (36 سنة، متزوج وله طفلتان) بعدما باغته شاب في مقتبل العمر بضربة سكين أردتْه قتيلا، رغم الإسعافات الأولية التي خضع لها. ولم يكد الليل يرخي سدوله حتى هرع رجال الأمن مجددا لنجدة ابن مسؤول قضائي في «حي المدينة العليا»، الذي اعترض سبيلَه مجهولون واستولوا على مبالغ مالية كانت بحوزته قبل أن يلوذوا بالفرار. وتبقى أخطر هذه الأعمال الإجرامية هي تلك التي شهدتها منطقة «الخبازات»، أحد أهم الأحياء الاقتصادية في القنيطرة، حيث روع شخصان، من ذوي السوابق القضائية، المواطنين وزرعا جوا من الهلع والرعب في المنطقة بأكملها، وهما مدججان بالأسلحة البيضاء. وكانت الحصيلة سقوط أربعة جرحى، بينهم صاحب محل تجاري مشهور هاجمه المعتديان وأصاباه بجروح بليغة في خده، استدعت نقله إلى قسم المستعجلات في مستشفى «الإدريسي»، حيث تسلم شهادة طبية تحدد مدة العجز في 30 يوما. وأمام هذا الارتفاع الرهيب في المؤشرات الإجرام في القنيطرة، دق العديد من الفاعلين الجمعويين ناقوس الخطر إزاء استفحال تردي الأوضاع الأمنية داخل المدينة، وأعرب بعضهم عن استغرابه الشديد ندرة الدوريات الأمنية التي تجوب الأحياء السكنية المصنفة في خانة النقط السوداء في المدينة. وقال ناشط حقوقي إن المواطنين أضحوا يعيشون في خوف دائم وفي جو يسوده الرعب والترويع، بسبب تنامي الأفعال الإجرامية واستباحة الأماكن العمومية من طرف عصابات تحترف السرقة، أغلب عناصرها يتعاطون المخدرات والأقراص المهلوسة، داعيا فؤاد بلحضري، والي الأمن، إلى تحمل مسؤوليته الكاملة وإلى التعجيل بوضع خطة أمنية لردع المجرمين والحد من تفشي الاعتداءات على الأبرياء وتفعيل الحملات التمشيطية في كل أحياء المدينة وإخضاع جميع المشتبَه فيهم لعمليات تفتيش متواصلة، لاسيما بعدما تضاعفت شكاوى المواطنين من مضايقات هذه العصابات «المسلحة».