اعتقالات بمراكش وجرحى نتيجة مواجهات دامية بتازة عادت أعمال العنف إلى الجامعات المغربية، بعد فترة من وقف التطاحن بين مكونات الحركة الطلابية، بعد الأحداث الأخيرة التي عاشتها جامعات مكناس ومراكش، وكادت شرارتها أن تمتد إلى مختلف الجامعات الأخرى. عرفت العديد من الجامعات مواجهات دامية، بين فصائل طلابية أسفرت عن اعتقالات و إصابات متفاوتة الخطورة في أوساط الطلبة، بالكلية المتعددة الاختصاصات بتازة، وجامعة القاضي عياض بمراكش. واعتقل رجال السلطة، يوم الخميس الماضي حوالي 20 طالبا ينتمون لمنظمة التجديد الطلابي الفصيل المنتمي للعدالة والتنمية كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الأمن بالمدينة، وهجومهم المباغت على مكاتب الولاية، طلبا لتوفير الأمن داخل الحرم الجامعي. واتهمت أوساط طلابية رجال الأمن بالتدخل العنيف واعتقال مجموعة من الطلبة كانوا يعتزمون تنظيم الوقفة الاحتجاجية أمام ولاية الأمن. كما اتهمت منظمة التجديد الطلابي أحد الفصائل الإسلامية بالجامعة من تسميهم "الطلبة اليساريين" بالتورط في أعمال العنف بالحرم الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش. وكانت الجامعة عرفت مواجهات دامية بين الطلبة الإسلاميين والقاعديين نتج عنها إصابات العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة، ونقل بعض الضحايا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأسفرت المواجهات بين طلبة النهج الديمقراطي والعدل والإحسان بالكلية المتعددة الاختصاصات بتازة خلال الأسبوع الماضي إلى إصابة ما لا يقل عن 4 طلبة من العدل والإحسان برضوض وجروح متفاوتة الخطورة في أنحاء مختلفة من أجسادهم، فضلا عن إلحاق خسائر مادية ناهيك عن حالة الرعب والهلع التي انتابت طلبة الجامعة. وأفاد بيان لطلبة العدل والإحسان أن 4 طلبة أصيبوا بجروح و استدعت حالة بعضهم نقلهم إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى، في مواجهات مع الطلبة القاعديين استعملت فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء من هراوات وسكاكين وعصي وقضبان حديدية. ومثلما اتهم الطلبة الإسلاميين المنتمين لمنظمة التجديد الطلابي بجامعة القاضي عياض بمراكش، رجال الأمن بالتواطؤ مع الطلبة اليساريين، حدا طلبة العدل والإحسان بجامعة تازة حدوهم وحملوا مسؤولية ما يقع داخل الحرم الجامعي لما وصفوه "عدم التدخل الأمني لتوفير الأمن داخل الجامعة". واتهم كلا الطرفين نظراءهم اليساريين بالاستعانة بمن يسمونهم " العناصر الغريبة" في الهجوم على الحرم الجامعي. ويسود تخوف من أن تمتد هذه المواجهات المفتوحة ، إلى مواقع جامعية أخرى، خصوصا منها تلك التي تعرف ما يشبه "الحرب" للسيطرة على الساحة الجامعية، بين المكونات الإسلامية واليسارية، خصوصا القاعديين. وبينما يسود هدوء مشوب بالحذر في الجامعات التي عرفت مواجهات عنيفة طيلة الأسبوع الماضي، إلا أن حرب البلاغات والاتهامات والاتهامات المضادة تنذر أن تتطور الأمور إلى تصعيد آخر، في ظل التهديدات الصادرة من هذا الطرف أو ذاك.