تعرض شرطيان تابعان للمنطقة الأمنية لسيدي بنور، ليلة الجمعة الأخير، لاعتداء عنيف بواسطة سيف أصيب على إثره أحدهما بجرح عميق في الرأس استدعى نقله إلى المستشفى المحلي للمدينة ورتق الجرح ب12 غرزة، فيما أصيب زميله بجرح آخر في اليد اليسرى بعد محاولته صد ضربة وجهها المهاجمون إليه، حيث اضطر الأطباء إلى رتق الجرح ب10 غرز. وحسب مصادر مطلعة، فإن شجارا عنيفا نشب حوالي الساعة الثالثة صباحا بزنقة بن العربي بالمدينة القديمة لسيدي بنور، بين ثلاثة أشخاص أثناء معاقرتهم الخمر، تطور إلى حالة هيجان استعملت خلالها السيوف والعصي، بعد أن قام شخصان بالاعتداء على شخص ثالث، لتتعالى صيحات الضحية الذي كان مضرجا في دمائه، وتصل إلى مسامع أهالي الحي الذين قضت مضجعهم أصوات الاستغاثة، مما دعاهم إلى إخبار السلطات الأمنية بما يجري، بعدما تبين للسكان أن الأمر خطير، وأنه قد يتطور إلى جريمة قتل في حال عدم التبليغ. وفور توصلهم بالخبر، انتقل عناصر الدورية الليلية للأمن إلى عين المكان من أجل تطويق الوضع وإلقاء القبض على الجناة، ليفاجؤوا بالثلاثة المتشاجرين وهم يتحدون في مواجهة رجال الأمن، بعدما أخرجوا سيوفهم وأشهروها في وجوههم، ليتحول التهديد إلى تعنيف حقيقي بعد مهاجمتهم لعناصر دورية الأمن، أسفر عن إصابة اثنين منهم بجروح خطيرة، الأمر الذي استدعى الاتصال الفوري بدورية ثانية طلبا للدعم، لتحضر بالسرعة اللازمة إلى عين المكان ويدخل عناصرها في محاولات جادة لتطويق الجناة ويتمكنوا في النهاية من إلقاء القبض عليهم ونقلهم بالقوة على متن سيارة الشرطة، بعدما امتنعوا عن الانصياع للأوامر ورفضوا وضع الأصفاد بأيديهم. وفي موضوع ذي صلة، لم يجد أحد حراس الأمن بمدينة الجديدة، منتصف ليلة الجمعة الأخيرة، غير إخراج مسدسه وإشهاره في وجه ثلاثة من مثيري الخوف في دروب المدينة، بعدما هاجمه أحدهم بسيف من النوع الكبير محاولا التنكيل به عندما وصل الشرطي إلى المكان رفقة زملائه في إطار دورية ليلية عقب المناداة عليهم من طرف سكان أحد دروب حي درب غلف الشعبي من أجل التدخل، بعدما أثار انتباههم ارتفاع أصوات استغاثة ونداء من طرف عدد من الأشخاص، ليتوجهوا إلى المكان، ويكتشفوا أن الأمر يتعلق بنزاع نشب بين ثلاثة أشخاص كانوا في حالة عربدة تامة وفتاتين من سكان الحي تكتريان غرفة بأحد المنازل، بعدما قاموا بمهاجمتهما والتحرش بهما عندما كانتا عائدتين من عملهما. ورغم حضور دورية الأمن إلى المكان، فإن الأشخاص الذين كانوا في حالة غير طبيعية لم يترددوا في توجيه سبابهم إلى رجال الأمن في تحد سافر لهم، ورغم إشهار السلاح الناري في وجوههم من طرف أحد عناصر الأمن والتحاق سيارة دعم ثانية بعين المكان، فإنهم لم يبالوا بالأمر، لاسيما أن عناصر الدوريتين ظلوا يراقبون ما يحدث عن بعد دون تدخل يذكر، لينصرفوا إلى حالهم بعدما قرر المعربدون مغادرة المكان، ليطرح التساؤل عن جدوى مجيئهم إذا لم يقترن وجودهم بفرض هيبة رجال الأمن وطمأنة المواطنين الذين كانوا يتمنون أن يقوم عناصر الشرطة بإلقاء القبض على مثل هؤلاء المجرمين الذين تزيدهم سلبية تدخلات رجال الأمن وغياب التغطية والدعم اللازم في معالجة مثل هذه الحالات، جرأة على الاستمرار في بث الرعب في نفوس المواطنين وتهديد أمنهم واستقرارهم.