لا تغيب رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسي من أصل مغربي، حتى تعاود الظهور على أكثر من مستوى، ولا تهدأ أخبارها في التداول الشعبي والإعلامي الواسع حتى تملأ الساحة والإعلام من جديد بحدث آخر يختلف عن سابقيه، ولو أن الرأي العام الدولي تعود على فوازيرها المشفرة التي تلبس بها فساتين حملها وولادة ابنتها زهرة من أب لا زال مجهولا على الأقل حتى الآن، وحتى إشعار آخر من حارسة الأختام الفرنسية. آخر الأخبار المتعلقة برشيدة داتي هي اختيارها قبل يومين من قبل استطلاع فرنسي للرأي ك«امرأة بداية القرن 21 الجديد» بدون منازع، انطلاقا من قوة شخصيتها وعصاميتها وتمكنها من الوصول إلى أعلى مراتب المسؤوليات السياسية في الجمهورية الفرنسية الخامسة، من منطلق اجتماعي مرتبط بأصول والديها كمهاجرين مغاربيين. فبحسب مجلة «سيليكسون دي ريدير ديجيست» التي أنجز الاستطلاع لصالحها، فإن رشيدة داتي هي «المرأة التي تجسد بشكل مثالي وجيد مرحلة بداية القرن الحالي»، فيما وصفتها المؤرخة الفرنسية فلورانس مورينو في تصريح لمجلة «بير بيبول» بكونها «نموذجا في الإرادة الشخصية والذاتية». رشيدة داتي استطاعت بفضل اختيار المستجوبين في الاستطلاع التفوق على مرشحات فرنسيات كسيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسيات الفرنسية، التي اكتفت بالرتبة السابعة، أو حتى سيدة فرنسا الأولى وعارضة الأزياء الإيطالية السابقة كارلا بروني ساركوزي التي لم تحظ سوى بالرتبة الثامنة في ترتيب النساء الأكثر تجسيدا وتأثيرا في بداية القرن الحالي. المؤرخة الفرنسية فلورانس مورينو أشارت، في معرض تعليقها على هذه النتائج، إلى أن الأمر لم يكن مفاجئا بالنسبة إليها، فرشيدة داتي هي «فعلا امرأة مستقلة في حياتها، ومليئة بالقوة والطاقة والدينامية، ولها رغبة وإرادة قوية في صناعة مستقبلها المهني والسياسي، وهي أيضا امرأة من حديد»، حسب تعبيرها. من جهتهم، أكد مقربون من رشيدة داتي، في تصريحات نقلتها يومية «لوباريزيان»، أن وزيرة العدل الفرنسية تتطلع بشكل جدي إلى الترشح لرئاسيات عمودية العاصمة باريس المقرر إجراؤها سنة 2014، وأن داتي تحلم كثيرا بحمل صفة ومسؤولية عمدة باريس مستقبلا. هذا، وأضاف المتحدثون أنفسهم أن رشيدة داتي تعمل حاليا على ترتيب أوراقها في الانتخابات البرلمانية الأوربية التي تنتظرها خلال شهر يونيو المقبل، إلا أن ذلك لا يمنع من أنها تحضر نفسها بالموازاة لانتخابات عمداء المدن، ومن ذلك عمودية العاصمة باريس التي منها دخل جاك شيراك بوابة قصر الإيليزية بعد أن تغلب على فرانسوا ميتران في رئاسيات ماي 1995.