سلمت السلطات الجزائرية، مساء أول أمس (الأحد)، نظيرتها المغربية الشباب الأربعة الذين اعتقلوا بوادي زوزفانة بمدينة فكيك منذ منتصف الشهر الماضي. وسلمت الجزائر أيضا للمغرب شابا آخر يدعى عبد الكريم بندودة، من مواليد 1989، اعتقل يوم 22 من شهر فبراير بمنطقة تدعى الحلوف بجماعة عبو لكحل، التي تبعد عن مدينة فكيك ب30 كيلومترا، بعدما كان يبحث عن «الترفاس»، وهو نوع من الخضر معروف بالمنطقة ويعتبر من أهم مصادر رزق سكان المنطقة. وحضر عملية التسليم، التي تمت على الحدود المغربية الجزائرية (لخناك) بمدينة فكيك، بعض ممثلي جمعيات المجتمع المدني وعائلات المتهمين ورجال الأمن الذين قاموا باقتياد الشباب الخمسة إلى مقر دائرة الأمن، حيث تم التحقيق معهم حوالي 20 دقيقة ثم أطلق سراحهم. وكشف مصدر مطلع أن الأجهزة الأمنية بمدينة فكيك اختلفت حول مصير الشباب الأربعة، ففي وقت أصر البعض على ضرورة استجواب المرحلين وإحالتهم على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببوعرفة، أصر البعض الآخر على الاكتفاء بالتقاط صور لهم وأخذ معطيات حول هويتهم وإطلاق سراحهم. وروى محمود بندحو، أحد الشباب الأربعة ل»المساء» أطوار الاعتقال والمحاكمة، حيث قال: «بينما كنا نصطاد السمك بوادي زوزفانة من جهة التراب المغربي، فاجأنا سبعة جنود جزائريين، وأشهروا السلاح في وجوهنا وهددونا بإطلاق الرصاص إذا قمنا بأدنى حركة، وشتمنا أحدهم». تملك الخوف الجميع، وطلب منهم الجنود الجزائريون أن يجثوا على ركبهم ففعلوا خوفا من الرصاص الحي الذي أظهروه لهم، حسب قول بندحو. وعبر الشباب الوادي في اتجاه الجنود الجزائريين، فأمضوا أربع ساعات رفقة الجنود ليتم اقتيادهم بعد ذلك إلى مقر الدرك الوطني بمدينة ونيف، ثم إلى محكمة بشار ليقدموا أمام وكيل الجمهورية بمدينة بشار الذي أمر بحبسهم، وبعدها تمت محاكمتهم، يقول المتحدث نفسه. وحول ظروف الاعتقال قال بندحو: «وضعونا في زنازين انفرادية وأثناء الفسحة كنا نلتقي بسجين جزائري محكوم بالمؤبد لارتكابه جريمة قتل، وكنا نخاف كثيرا منه». وبالمقابل، أكد بندحو أن معاملة أجهزة الأمن لهم ببني ونيف وبمدينة بشار كانت جيدة. ومن جهته، أكد ياسين عبد الحق ل«المساء» أنهم تعرضوا لضغط نفسي أثناء المحاكمة، خاصة أنهم كانوا لا يتوفرون على دفاع، إضافة إلى التماس ممثل النيابة العامة بمحكمة بشار الحكم على ثلاثة منهم بستة أشهر حبسا نافذا وعلى واحد بسنتين حبسا نافذا. يذكر أن أربعة شباب من مدينة فكيك، تتراوح أعمارهم ما بين 23 و25 سنة، اختطفهم الجيش الجزائري بالقرب من وادي زوزفانة بفكيك منتصف الشهر الماضي، حسب ما أكدته حينها أسرهم، وقضت في حقهم محكمة بشار بالحبس ستة أشهر موقوفة التنفيذ في حق كل واحد منهم.