«الكاريكاتير في خدمة الكوطا النسائية».. سياسة جديدة حرصت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن على اتباعها في محاولة لإقناع «معارضي المشاركة السياسية للمرأة بالعدول عن رأيهم». وأكدت الوزيرة نزهة الصقلي في كلمة لها لدى افتتاح معرض الكاريكاتير الجمعة الأخير بفيلا الفنون بالعاصمة، أن المشاركة السياسية للمرأة تسمح بإنصاف النساء عبر تمكينهم من المشاركة الفعلية في التدبير المحلي، موضحة أن الكاريكاتير له القدرة على إظهار «النقائص التي لا ننتبه إليها، بحيث إنه يضحكنا لكنه في الوقت نفسه يدفعنا للتأمل». ويرى المصطفى أنفلوس، كاريكاتيريست «المساء»، من جانبه أن المعرض يجب أن يستمر في مختلف المدن والبوادي المغربية وبشكل أوسع «حتى يستطيع أداء مهمته في إقناع الناس بأهمية المرأة في العملية السياسية»، مبرزا في تصريح ل «المساء» أن الكاريكاتير واضح ومحبوب لدى الجماهير المثقفة والأمية على حد سواء، وبفضل ذلك «فالرسالة تجد لها موطنا بقلوب المواطنين». فكرة أيده فيها الكاريكاتيريست «بختي» الذي أوضح ل «المساء» أن الرسم الكاريكاتيري هو لسان حال المواطن، ومن ثم فمضمونه يصل إلى الناس بسرعة وقوة أكثر مما يمكن للمقالة السياسية أن تفعله. ويرى «أبو علي» من جهته أن لجوء الوزارة إلى هذا الفن لإقناع المواطنين ببرامجها هو «خطوة إيجابية» يجب أن تستمر في الزمان والمكان حتى يمكن للكاريكاتير أن يضطلع بدوره المأمول منه. وتمثلت الكوطا النسائية للمشاركين في معرض الكاريكاتير في «ميا» و«ريهام»، حيث أبرزت «ميا» في تصريح ل «المساء» أن العقلية الذكورية السائدة في المغرب تجعل من حقوق المرأة في المشاركة السياسية حقا مهضوما. وحول إجماع أغلبية الرسوم المعروضة على إبراز الرجل في صورة المستبد الظالم الطاغي على المرأة، علقت «ميا» بقولها: «الأمر ليس فيه مبالغة، بل إننا نرى في السياسة وميدان العمل وداخل المنازل أن الرجل هو مبدع العراقيل حتى لا تستطيع المرأة القيام بدورها في تنمية بلادها». ورغم هذا الإجماع، لم يفت المشاركين في المعرض من فناني الكاريكاتير أن يلتفتوا إلى زميل لهم هو «العربي الصبان» بوضع صورته في أعلى لوحة كانت مخصصة لصور عدد من رسامي الكاريكاتير بالمغرب وقد كانت أسفل الجميع، وقال أنفلوس عن ذلك: «إنه أستاذنا، وعار علينا أن نبقي صورته في أسفل اللوحة».