يدعي بعض الأشخاص أحيانا أنهم لا يتذكرون أي شجار حدث بينهم طيلة سنوات الزواج الطويلة، والتي قد تفوق عشرين سنة، وبأن الحياة الزوجية ما تزال في وهجها الذي كانت عليه في البداية. مثل هذا الكلام يحتمل ثلاثة تأويلات. أولها، أن هذه النوعية من الأزواج يكذبون؛ وثانيها، أنهم يقولون الحقيقة لأنهم لم يكتشفوا بعد الوهج الحقيقي لعلاقة زوجية. أما التأويل الثالث، فهو أن هؤلاء الأزواج لا يجمع بينهم سوى فراش النوم وبالتالي لم يتمكنوا من خلق حالة من الارتباط العاطفي... كل شخص مرتبط في أي علاقة كيفما كان نوعها عرضة للدخول في النقاشات، لكن درجة الصراخ ومدى تكرار الشجار لا يمكن أن يكونان عاملين لتحديد مصير العلاقة الزوجية. وما يمكن نعته بالشجار العادي والعادل بين الأزواج يتعلق بالأساس بالمشاعر التي تساور طرفي العلاقة بعد مغادرة حلبة العراك. فإذا كان كلا الزوجين من «المتعاركين» الودودين الذين يحبون خوض بعض الأشواط على الحلبة قبل الشروع في ممارسة العلاقة الزوجية، فإن هذا النوع من الزواج لا يعاني على ما يبدو من أي مشاكل. لكن إذا كان الأشخاص يغادرون الحلبة غاضبين، وساخطين، ومتذمرين، فربما حان الوقت لإعادة النظر في بعض الأمور المتعلقة بالعلاقة الزوجية. كيف تحافظ على السلام الخبراء المختصون في العلاقات الزوجية الناجحة ينصحون بالتوجهات التالية: اذهب للنوم غاضبا: يقول العديد من المعالجين النفسانيين والأزواج بأنه يستوجب نسيان المثل الذي يقول بضرورة التخلص من الغضب قبل الخلود للنوم. «لقد وجدنا أن الخلود للنوم في لحظة الغضب هو أحسن اختيار،» تقول ليزا أيرل ماكليود، كاتبة مختصة في شؤون الزواج منذ 23 سنة. «يمنح ذلك الأزواج القدرة على التفكير بصفاء، والحصول على قسط من النوم، وتحديد موعد لإنهاء الخصام.» احصل على فترة للراحة. في إمكان فترة راحة تدوم لنصف دقيقة أن تساعد الأزواج في إنهاء خصومة بينهم، يقول تيموتي وارنيكا، المختص في العلاج النفسي. «توقف، اذهب خارج الغرفة، وحاول بعدها التواصل مع محيطك بشكل هادئ.» اعترف بمسؤوليتك عن العراك. تقول ميلودي بروك، معالجة نفسانية مختصة في الزواج والأسرة، إن أمرين يحدان من حدة النزاع بين الأزواج. أولهما، الاعتراف بما اقترفته بيديك وجعلك شريكك في الحياة يغضب منك؛ وثانيهما، إبداء التعاطف تجاه الشريك. قد يصعب القيام بهذا الأمر، لكن مفعوله ناجع في التخلص من شرارة الغضب بين الأزواج. اصمت. يقول الخبراء في مشاكل الزواج إن الأمور تصل أحيانا إلى الدرجة التي لا تنفع خلالها مناقشة الأمر. ولذا يحتاج الأزواج عند بلوغ تلك اللحظة الإمساك ببعضهما وعدم القيام بأي شيء آخر عندما لا ينفع أي شيء آخر. إحياء التواصل بين الأزواج من خلال اللمس أمر غاية في الأهمية. امتنع عن عبارة «ولكن». ترى جاين ستراوس، المختصة في قضايا الأسرة، أن الأزواج يبتعدون عن إيجاد تسوية عندما يعترفون بموقف الطرف الآخر، وبعدها يعمدون لاستعمال عبارة «ولكن، وذلك بغية التأكيد على موقفهم الخاص ووجهة نظرهم. ولذا يفضل المختصون تفادي استعمال هذه المنهجية أثناء البحث عن الوصول لتسوية. * بتصرف عن موقع «سيكولوجي توداي»