هناك بعض القواعد العامة التي وضعت على مر العصور ويقوم الأزواج بتطبيقها ظنا منهم أنها السبيل لحياة سعيدة، ومنها أن يقوم الشريكان بكل شيء معا، وأن يتناقشا من دون شجار، ولكن هذه الأمور تحتاج لإعادة النظر، حيث أن كسر بعضها قد يكون أفضل شيء لعلاقة الزوجين. المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب "Why Did I Marry You Anyway?" باربرا بارتلين، تقدم بعض القواعد التي يتعين كسرها من دون تردد، حسبما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية. لا تذهب للنوم غاضبا أبدا هذه النصيحة تقول بأن لا يذهب أحد الأطراف إلى النوم وهو غاضب من الآخر، لأنك عندما تجرب حل مشكلة وأنت غاضب ومستاء ستكون النتائج أسوأ، ولن تستفيد من شيء إذا حاولت حلها فقط، لأنك تريد أن تنام وأنت متصالح، لكن الدكتورة في علم النفس اليزابيث لومباردو توضح أنه بإمكان الزوجين أن يقررا ألا يتكلما إلى أن يشعرا بالهدوء والراحة، حتى لو كان ذلك يعني التحدث بالموضوع في اليوم التالي. يجب أن تكون صادقا 100% دائما سياسة الإفصاح عن كل شيء في الزواج، ليست دائما ناجحة للجميع، فمثلا لا يحتاج الزوجان بالضرورة للافصاح عن كل تفاصيل علاقاتهما السابقة، كما تقول بارتلين "لأن ذلك يفتح الباب أمام المقارنة، وعندما يحدث ذلك، قد تبدو بعض الأمور وكأنها غير مثالية، مثل ما كانت مع الشريك السابق، والنقطة الأهم هي أن تكون مؤدبا وتراعي مشاعر الطرف الآخر". لا يجب قضاء عطلة من دون مرافقة الطرف الآخر هذه الحكمة الزوجية التي تحتم على الزوجين أن يقضيا الوقت المستقطع من العمل، وفي حال الرغبة بالسفر، أن يسافرا معا. ولكن ربما لا يرغب الزوجان القيام بالأمر نفسه في وقت الإجازة مثلا، فإذا كنت ترغبين بقضاء يومك على الشاطئ، بينما يرغب هو بقضاء عطلته في الذهاب إلى الأسواق المزدحمة، فربما لا يجب عليكما قضاء العطلة سويا، ولكن عليكما ألا تقوما بأخذ الإجازة متفرقين دائما، بل التنويع والخروج مع الأصدقاء والزوج. إذا تشاجرتما، هذا يعني أنكما ستطلقان تقول بارتلين إن الاحصائيات تشير إلى أن الأزواج الذين لا يتشاجرون أبدا ويخبئون الغضب ويحتفظون به داخلهما، هما أكثر الأزواج المرشحين للانفصال. لذلك يجب عليكما إيجاد طرق صحية ومنتجة، لكي تتشاجرا من دون إلقاء اللوم أو قلة الاحترام. وتقول إن الشجار مع إبقاء الاحترام أفضل كثيرا من الصمت. عندما يصبح لديكما أطفال تكون الأولوية لهم في الكثير من الأحيان يهمل الأزواج علاقتهما معا، ظنا منهما أنهما سيصبحان والدين أفضل لأولادهما، تقول لومباردو أن "هؤلاء الأزواج يؤثرون سلبا على علاقتهم، لأن الأطفال عندما يرون والديهم يسيطران على علاقتهما سيشعرون بالأمان. حيث إن أفضل الازواج هم الذين لا يناقشون مسائل الفواتير أمام الأولاد، أو يستمتعون بصحبة بعضهم من دون ضرورة وجود الأولاد حتما. يجب ألا تناما في سريرين منفصلين أبدا توجد مقولة خاطئة أن الأزواج الذين ينامون بشكل منفصل لا يتمتعون بالحميمية والنوم الهادئ. ففي الكثير من الأحيان يحب أحد الأزواج الاستيقاظ مبكرا والقراءة في السرير، بينما يتعين على الآخر الاستيقاظ للعمل مبكرا، والتمتع بنوم هادئ ومريح أساسي لصحة الجسم والعقل، وتؤكد لومباردو على أن النوم في أسرة منفصلة لا يؤثر على الحميمية مطلقا. أن تتزامن نشاطات الأزواج معا من الطبيعي أن يعتقد الأزواج أن عليهم القيام بشيء ما في الوقت الذي يكون الطرف الآخر منشغلا بشيء آخر، ولكن ليس من المنطق الاعتقاد أن عليك التخلي عن القيام بشيء ما مثل الذهاب إلى النادي الرياضي لمجرد أن شريكك لا يوجد لديه ما يفعل في هذا الوقت. وتشير بارتلين إلى أنه من دون وجود مساحة من الاستقلالية في العلاقة الزوجية يشعر الطرفان بأنهما عالقان، ولذلك عليهما القيام بنشاطات منفصلة بالإضافة إلى نشاطات مشتركة. إذا تلاشى بريق العلاقة، هذا يعني أن مصيرها الخراب العديد من الأزواج العاقلين يفهمون أنهم لن يكونوا غارقين في الحب دائما وللأبد. ولكن ما يزال العديدون يعتقدون أنه عندما تنطفئ شرارة الحب، يعني أنك في العلاقة الخاطئة وأن عليك البحث على علاقة جديدة. وتؤكد بارتلين أن العلاقات طويلة الأمد تستمر بالثقة المتبادلة والالتزام، ومن هنا ينبع الحب للطرف الآخر والخطأ هو الاعتقاد أن الشرارة ستظل للأبد. الملل أمر سيئ للعلاقة المشكلة هنا أن الأزواج يخلطون بين الهدوء والتوقعات في علاقة مستقرة وبين الملل. العلاقات المليئة بالدراما قد تكون مسلية، لكنها لا تستمر طويلا ولا تكون صحية للطرفين. ولكن هل معرفة أين يكون زوجك كل ليلة أفضل من القلق والتوتر مثلا؟ وعلى الأزواج الذين يشعرون بالتهديد تقدير ما يمتلكون، ومحاولة القيام بأمور جديدة معا من وقت لآخر.