تطور نزاعٌ، نشب عصر الجمعة المنصرم، بين طالبين كانا يتواجدان داخل المقصف الجامعي لكلية الآداب والعلوم والإنسانية، التابعة لجامعة ابن طفيل في القنيطرة، إلى مواجهات وُصِفت بالخطيرة بين مجموعة من الطلبة المستقلين، المُؤازَرين بمناضلين من الاتحاد العام لطلبة المغرب وآخرين موالين للفصيل «القاعدي» داخل الجامعة. وتحول الشجار البسيط إلى عراك عنيف استُعملت خلاله مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، كما تراشق عدد من الطلبة في ما بينهم بالكراسي أمام أعين بعض مسؤولي الكلية، قبل أن تنتقل هذه المواجهات إلى خارج رحاب الجامعة، وتم احتواؤها ميدانيا من طرف جهات طلابية، قبل أن تشتعل في ما بعدُ «حرب البيانات» بين الطلبة المتصارعين. وخلقت هذه الأحداث جوا من الهلع والرّعب في أوساط الطلاب الذين عاينوها، دخلت إثرها طالبة في حالة غيبوبة، بعدما اشتدّت المواجهات بين الأطراف المتناحرة، والتي أدت أيضا إلى إصابة الطالبين «س. م.» و«ز. ر.» بجروح متفاوتة. وحسب مصادر من داخل الجامعة، فإنّ المواجهات استمرت لأزيد من ساعة. وعزت المصادر ذاتها سبب هذا العراك إلى خلاف بين طالبين٬ نشب حينما وجّه طالب قاعديّ عتابا شديدا لطالب مستقلّ، متهما إياه بعدم احترامه حرمة الجامعة، بتدخينه المخدرات علانية داخل المقصف.. الأمر الذي تطور إلى مُلاسنات كلامية حادة، تطورت إلى مشادات بالأيدي أصيب إثرها الطالب المستقلّ بجروح في أذنه بواسطة سكين.. وأضافت المصادر أن مجموعة من الطلبة المستقلين، المُؤازَرين بمناضلين من الاتحاد العام طلبة المغرب، قاموا، في رد فعل على ما لقيه الطالب المصاب من اعتداء٬ باستنكار ما حدث، وشجبوا لجوء الطالب القاعدي إلى استعمال العنف، وهو ما دفع هذا الأخير إلى «الاستنجاد» برفاقه، لتندلع الشرارة الأولى للمواجهات. وفي بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أعرب المكتب المحلي للاتحاد العامّ لطلبة المغرب عن استنكاره الشديد المواجهات العنيفة المذكورة، محذرا في الوقت نفسه من الأبعاد الخطيرة التي يمكن أن تنحو نحوها الأمور في حالة استمرار الاحتقان، داعيا الجهات المسؤولة إلى «توفير الحماية والأمن للطلبة». وشجب الذراع الطلابي لحزب الاستقلال اللجوء إلى العنف كأسلوب للتعامل مع الخلافات ولحلّ التناقضات وسط الطلبة، مُحمّلا مسؤولية ما وقع لما وصفه ب«الفصيل المؤمن بالعنف الثوريّ لتحقيق أهداف مرسومة له مسبقا»، والذي دأب، في نظره، على «استعمال العنف ضد الطلبة الذين لا يقاسمونه توجهاته، وعلى تخوين كل القوى الطلابية المناضلة، لكونها تخالفه القناعة والوسيلة»، مناشدا أن «تكون الجامعة فضاء للحوار والتعبير الحرّ عن الآراء بعيدا عن أجواء الترهيب».