يشعر بعض مهنيي النقل الطرقي، وخاصة سائقو الطاكسيات من الحجم الكبير والصغير، ب»غضب شديد» هذه الأيام، ويرجع السبب -حسب ما أفاد مصدر نقابي- إلى استمرار العمل بمنطق «الحلاوة» الذي يتم فرضه عليهم أثناء محاولة تجديد عقد المأذونيات، رغم القرار الحكومي الرامي إلى وضع حدّ لهذه الممارَسة. وقال مصطفى الكيحل، الكاتب العام للفدرالية والوطنية لمهنيي النقل الطرقي، إنه «لم يتمَّ تنفيذ الدورية التي تتحدّث عن منع العمل بالحلاوة في العديد من المناطق، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام»، وأضاف أنّ «قضية الإعلان عن منع الحلاوة مجرّدُ ورقة انتخابية لم تجد الطريق معبّدا لها للتنفيذ»، على اعتبار أنّ مجموعة من أصحاب المأذونيات يفرضون منح الحلاوة على مستغلي هذه المأذونيات. وأوضح الكاتب العام للفدرالية الوطنية لمهنيي النقل أنّ سائقي الطاكسيات من الحجم الكبير والصغير كانوا يعتزمون تنظيم مسيرة احتجاجية للتنديد بهذه العملية، إلا أنه تقرر -في آخر لحظة- تأجيلها بسبب زيارة الملك والرئيس الفرنسي للدار البيضاء، وقال «لقد كنا نعتزم تنظيم مسيرة احتجاجية، تنطلق من شارع محمد السادس إلى محكمة الاستئناف، للتنديد بمجموعة من الإكراهات التي يعانيها المهنيون، واحتجاجا على الأحكام الاستعجالية التي ما تزال تصدر في حق بعض المهنيين». وأوضح الكيحل أنه في حالة إذا لم يكن هناك التزام حقيقيّ بتنفيذ جميع الوعود المتفق عليها سابقا سيتم تنظيم مسيرة احتجاجية يوم الخميس المقبل، وأن «الوقفات الاحتجاجية والمسيرات ليست غاية في ذاتها، لأن هناك أحكاما تصدر، تحرِم السائقين من رخص سياقتهم، وهو ما يجعلهم مُهدَّدين بالتشرد»، وقال «لقد أكدنا، خلال مسيرة التصحيح المنظمة قبل شهور، أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا سيتم تنظيم مسيرة أخرى، وهو الأمر الذي سننفذه، لأنّ جميع الملفات الاجتماعية ما تزال جامدة ولم يتمّ حلها إلى حد الساعة». وكان مجموعة من أصحاب الطاكسيات قد استبشروا خيرا منذ الاعلاان عن منع العمل بالحلاوة، مؤكدين أنّ ذلك هو الطريق الصحيح نحو تنظيم هذا القطاع ووضع حدّ لبعض الابتزازات التي يتعرضون لها حين يقترب موعد تجديد المأذونية، معتبرين أنّ «ذلك كان أحسن هدية يقدّمها لهم رئيس الحكومة منذ توليه هذه المسؤولية».