أنهت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال آخر ترتيباتها للمؤتمر الخامس عشر الذي ينطلق اليوم على الساعة الرابعة بالمركب الرياضي علال بن عبد الله بالرباط تحت شعار «جميعا من أجل بناء مغرب الإصلاحات»، بحضور أزيد من 4500 مؤتمر من جميع الأقاليم والفروع. وقالت مصادر مطلعة إن إيواء وإقامة هؤلاء المؤتمرين يكلف الحزب مبالغ مالية كبيرة، لم يتم الكشف عن تقديراتها. وبخصوص التمويل، أوضحت المصادر أن أعيان الحزب الأثرياء ورجال الأعمال هم الذين سيتكلفون بالتمويل، كما هو الشأن في سائر مؤتمرات الحزب السابقة. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر شيبة ماء العينين ل«المساء» إن الدعوات وجهت إلى جميع الأحزاب السياسية المغربية ومكونات المجتمع المدني لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، كما وجهت الدعوات إلى الحزبين الشعبي والاشتراكي الإسبانيين، والحزب الشعبي الحاكم في فرنسا، والحزب الدستوري التونسي، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وأحزاب من ليبيا والسودان وبوركينا فاصو والسنغال. وأوضح ماء العينين أنه سوف يتم لأول مرة في المؤتمر تقديم وثيقة جديدة باسم «وثيقة العمل الحزبي» لتقييم مسيرة الحزب ونقد مساره منذ المؤتمر الأخير، وتقديم اقتراحات لتطوير الأداة الحزبية من قبل الفروع والأقاليم وأعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية، كما سيتم بحث قضية تفعيل اللجنة الجهوية للحزب التي تتكون من الكتاب الإقليميين في الجهة والكتاب الإقليميين للهيئات الموازية للحزب وأعضاء المجلس الوطني واللجنة التنفيذية الممثلين لكل إقليم. وبخصوص الإصلاحات السياسية والدستورية في الوثيقة السياسية المعروضة أمام المؤتمر، قال ماء العينين إنه «بعد مرور حوالي 12 سنة تقريبا على دستور 1996 هناك تحولات حصلت في المغرب، وهذا يتطلب أن يكون الدستور مسايرا لها ومستشرفا للآفاق المستقبلية الجديدة»، وأضاف ماء العينين قائلا: «باعتبار أن التعديلات المرغوبة في الدستور الحالي ستكون الأولى من نوعها في العهد الجديد، فإن حزب الاستقلال يحرص على أن تجري بهدوء وبتشاور مع جميع الفرقاء السياسيين في البلاد وبتوافق مع جلالة الملك، بعيدا عن المزايدات السياسية حتى نحقق الإجماع حولها». وأوضح ماء العينين أن مؤتمر الحزب سوف يركز أكثر على البعد الجهوي «باعتباره رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وإطارا لحل نزاع الصحراء». ومن المتوقع، حتى كتابة هذه السطور، أن تكون اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد عقدت اجتماعها الأخير مساء أمس للنظر في الاقتراح الذي تقدم به شباب الحزب بشأن السماح لمن يبلغون أقل من 40 عاما بالترشح للجنة التنفيذية للحزب دون تطبيق شرط التوفر على ولايتين كاملتين في عضوية المجلس الوطني، وقالت مصادر مطلعة أمس إن عدم الحسم في هذه النقطة ربما قد يكون عنصر إرباك في المؤتمر، حيث قد تحصل بعض المناوشات بين شباب الحزب والقيادة الحزبية خلال المؤتمر، مما قد يؤثر على أشغاله. وعبرت مصادر استقلالية عن تخوفها من حصول مفاجآت خلال المؤتمر، الذي سيستغرق ثلاثة أيام، بسبب احتمال أخذ امحمد الخليفة، الذي جمد عضويته منذ أزيد من عام في اللجنة التنفيذية، للكلمة، مما قد يثير نوعا من البلبلة، خاصة بعدما أكد نيته ترشيح نفسه للأمانة العامة منافسا لعباس الفاسي، وقالت المصادر إن حظوظ الخليفة ضعيفة لكن ترشحه سيكون عنصرا جديدا يخلق المفاجأة. ومن بين المفاجآت المرتقبة خلال المؤتمر استعدادات المعطلين للقيام بإنزال كبير للاحتجاج، إذ علمت «المساء» أن المعطلين اعتصموا أول أمس أمام مقر الحزب، وأن رئيس اللجنة التحضيرية شيبة ماء العينين عقد لقاء معهم وقدم لهم «ضمانات» بحل مشاكلهم بعد المؤتمر.