وسط اهتمام إعلامي وشعبي كبير، ووسط حماس متزايد لجماهير المناضلين الاستقلاليات والاستقلاليين في جميع ربوع البلاد، ووسط أجواء تفاؤل كبير التي تميز جميع الاستحقاقات التي يواجهها حزب الاستقلال وتنتهي باستمرار إلى كسب الرهان، وسط تكاثف كل هذه المظاهر والعوامل تنطلق بالرباط بداية من بعد زوال غد أشغال المؤتمر الوطني الخامس عشر لحزب الاستقلال ، وفي خضم أوضاع داخلية وإقليمية وعالمية متباينة ستلقي بظلالها على أشغال هذا الحدث البارز الذي سيشد إليه الأنظار. ينطلق المؤتمر كثمرة للتحضيرات الجادة التي استغرقت وقتا طويلا سادها النقاش الحر والمسؤول، وشملت المستويات الإقليمية والمركزية، إذ عقدت اللجان الفرعية عشرات الاجتماعات وخلصت إلى مشاريع وثائق فكرية وتنظيمية ستمثل خارطة طريق بالنسبة للأداء الحزبي لأحد أهم مكونات المشهد السياسي الوطني، كما مثلت هذه التحضيرات فرصة مهمة للتمرين على الديمقراطية الداخلية حيث انعقد 69 مؤتمرا إقليميا شارك فيه أكثر من 25 ألف مؤتمرة ومؤتمر استقلالي ، ولو كانت قوانين الحزب تسمح بأكثر من ذلك لشارك عشرات الآلاف من المناضلين الاستقلاليين في هذه المؤتمرات، واعتمد ستون من هذه المؤتمرات آليات التصويت لانتخاب أعضاء المجلس الوطني، الذي يعتبر برلمان الحزب، بيد أن تسعة مؤتمرات اعتمدت آلية التوافق في هذا الصدد. إذن، بداية من يوم غد ستنطلق أشغال أكبر المؤتمرات الحزبية في المغرب بمشاركة أكثر من 4500 مؤتمر يمثلون أكثر من 1200 من فروع الحزب المنتشرة في جميع ربوع البلاد بحواضرها وقراها، وبحضور أكثر من عشرة من الأحزاب الشقيقة والصديقة من العالم العربي والإسلامي ومن أوروبا وآسيا وإفريقيا. كما ينتظر أن يحظى هذا الحدث البارز باهتمام بالغ من طرف جميع وسائل الاعلام الوطنية والدولية حيث علمنا أن صحفيين أجانب حضروا الى المغرب لتغطية أشغال المؤتمر، كما تقاطرت على اللجنة التحضيرية عشرات طلبات الانتداب ستتم الاستجابة لها صبيحة غد الجمعة من خلال تسليم بطاقات الاعتماد. وخصص داخل فضاءات المؤتمر جناح خاص للصحفيين مجهز بجميع وسائل العمل. لكل ذلك وغيره كثير فإن جميع التحضيرات اللوجستيكية والتنظيمية والفكرية قد انتهت نهائيا، وغدا ينطلق الركب في رحلة تستغرق ثلاثة أيام ستنضاف إلى صفحات تاريخ هذا الحزب الذي صنع الحدث باستمرار في بلادنا. وباسم الله مجراها ومرساها.