سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التكريم يخص فقط عبد الحق التازي كرئيس للفريق ورهان متواصل على مساره الحزبي في اللقاء التكريمي الذي نظمه الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين للأستاذ عبد الحق التازي
نظم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين زوال يوم الثلاثاء الماضي بالرباط حفل تكريم الأستاذ عبد الحق التازي الرئيس السابق للفريق ترأسه الأمين العام للحزب الأستاذ عباس الفاسي وبحضور وفد هام من اللجنة التنفيذية وأعضاء من اللجنة المركزية للحزب وعدد كبير جدا من أعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين وعدد آخر من النواب الاستقلاليين. استهل الحفل الأستاذ عباس الفاسي بإلقاء كلمة بالمناسبة استحضر خلالها نضالات عبد الحق التازي في صفوف الحزب وعدد مناقبه الأخلاقية واستحضر مواقفه السياسية التي حفل به مساره النضالي في صفوف الحزب. وأشار الأمين العام للحزب إن هذا التكريم يخص فقط عبد الحق التازي كرئيس للفريق وليس تكريما لمساره الحزبي، إذ أن حزب الاستقلال لايزال في حاجة ملحة لنضاله ولايزال الاستقلاليون يعولون على عطاءاته في صفوف الحزب. وقال الأستاذ عباس الفاسي إن عبد الحق التازي كان دوما مناضلا موحدا، محترما من طرف الجميع أغلبية التي شغل منسقها ومعارضة، وكان مدافعا على الطبقات الفقيرة، وتميز عمله النيابي بالغزارة ، حيث قدم طوال مساره النيابي العشرات من مقترحات القوانين. ومن جهته استعرض الأستاذ محمد السوسي المفتش العام للحزب مسار عبد الحق التازي منذ انخراطه في صفوف الحزب سنة 1944 بفاس مرورا بتحمله مسؤولية الكتابة العامة للشبيبة الإستقلالية سنة 1968 وصولا إلى تحمله مسؤولية رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب ثم رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين. وتناول الكلمة في هذا الحفل الأستاذ محمد الأنصاري الرئيس الحالي للفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين الذي قال إن أعضاء الفريق يعتبرون عبد الحق التازي مدرسة في العمل السياسي، وقال في هذا السياق: إن المسار السياسي والمهني للأستاذ عبد الحق التازي يؤكد ماسبق أن قلته في حقه، إذ انطلق من منطقة مكناس تافيلالت كرئيس لمقاطعة الهندسة القروية بوزارة الفلاحة بين سنتي 1958 و1960، وهي المنطقة التي أتشرف بالانتماء إليها وتشاء الصدف أن تحملوني مسؤولية الأمانة في قيادة الفريق خلفا لأخ عزيز كانت انطلاقته من نفس المنطقة التي كما قلت أنتمي إليها، وقد واصل مساره المهني بتعيينه مديرا لديوان وزير الفلاحة بين سنة 1960 و1961 قبل أن يتحمل مسؤولية المدير العام للتحديث الفلاحي من سنة 1961 إلى سنة 1963، وليعين في أكتوبر 1977 كاتبا للدولة في تكوين الأطر إلى حدود سنة 1980 لينتقل بعد ذلك لشغل منصب كاتب الدولة في التعاون بوزارة الخارجية والتعاون تم كاتبا للدولة في الشؤون الخارجية والتعاون. من سنة 1981 إلى سنة 1983، قبل أن يعين وزيرا للتخطيط بين سنتي 1984 و1985، وعلى المستوى الحزبي الذي انخرط فيه منذ سنة 1944، فإن أول انتخاب له باللجنة التنفيذية للحزب كان سنة 1965 حيث ظل عضوا بها إلى غاية المؤتمر الوطني الخامس عشر، كما انتخب كاتبا عاما للشبيبة الاستقلالية من سنة 1969 إلى سنة 1976، وهي السنة ذاتها التي انتخب فيها مستشارا ببلدية فاسالمدينة وإلى حدود آخر انتخابات جماعية حيث قرر عدم الترشح لها لفسح المجال لدماء جديدة، كما انتخب سنة 1984 نائبا لمدينة فاس حيث أهلته خبرته السياسية لأن ينتخب رئيسا للفريق الاستقلالي بمجلس النواب من دجنبر 1985 إلى أكتوبر 1990، وبعد ذلك انتخب مستشارا لجهة فاس بولمان سنة 1997، واعتبارا للخبرة التي راكمها في مجلس النواب، تم انتخابه رئيسا للفريق الإستقلالي بمجلس المستشارين إلى غاية تجديد الثلث سنة 2009. والأستاذ عبد الحق التازي واعتبارا لمكانته السياسية تم توشيحه بوسام الجمهورية التونسية من الدرجة الأولى ووسام الاستحقاق الفرنسي إضافة إلى وسام ملكي من الدرجة السامية بإنجلترا. وأضاف الأستاذ الأنصاري مشيرا إلى أن عبد الحق التازي كان ملتزما دوما بحضور سواء في لقاءات الحزب أو في البرلمان والحرص على المساهمة في المناقشات المستمرة لقضايا الأمة، واسترسل قائلا: «ولعل التجربة الفريدة التي خلفها لنا الأستاذ عبد الحق التازي من خلال كتابه القيم «مسار تجربة برلمانية» الذي يعد تأريخا مهما لمراحل أساسية في العمل السياسي الوطني نحن في أمس الحاجة إليه حتى لايضيع تاريخنا الوطني أو يتعرض لتزييف ممنهج كما بدأنا نلاحظ في الفترات الأخيرة، ولعل الوقوف عند العناوين العريضة التي اختارها أستاذنا لكتابة يمكننا من معايشة فترات مهمة وحاسمة في تاريخنا السياسي وهكذا اختار أستاذنا للجزء الأول من هذا الكتاب الذي يضم محورين عنوان: «المعارضة الوطنية في مواجهة الركود الاقتصادي والاخفاق الاجتماعي» الذي يؤرخ لمرحلة تمتد من نونبر 1985 إلى يناير 1988، ثم عنوانا مهما هو «من فضح مخاطر التقويم الهيكلي الى ملتمس الرقابة» يناير 1988 الى يونيو 1990، والتي كان لحزب الاستقلال من خلال الأستاذ عبد الحق التازي شرف تقديم ملتمس الرقابة باسم فرق المعارضة بالبرلمان أنذاك يوم 14 ماي 1990، ذلك الملتمس الذي كان حدا فاصلا في إعادة النظر في المنظومة السياسية المغربية، والإعداد لمرحلة أخرى سيقف عندها الأستاذ عبد الحق التازي في الجزء الثاني من كتابه. ومما جاء في تقديم ملتمس الرقابة ... كلفني النواب المنتمون لفرق أحزاب المعارضة من حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، بتقديم ملتمس رقابة طبقا لمقتضيات الفصل 75 من الدستور، اعتبارا للنتائج المالية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أدت إليها السياسة الحكومية المتبعة القائمة على اختيارات لاشعبية أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من أوضاع متردية وأزمات متفاقمة مما أصبح ينذر بأوخم العواقب إذا لم يتم تدارك الأمر بالقيام بإصلاحات شمولية عميقة... وإن حزب الاستقلال الذي مافتئ يثير انتباه المسؤولين ببياناته ومواقفه وتوصياته إزاء كل الأحداث التي تهم البلاد، يعتبر من جهة أن الحكومة فشلت في معالجة الأزمة، وأنها أصبحت تنفذ رغبات البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي في التخلي عن الاستثمارات، وتقليص ميزانية التسيير وتوقيف التوظيفات، ومن جهة أخرى فإن الاستراتيجية التي تقترحها الحكومة متجاوزة ولا تتضمن حلولا فعالة لمعالجة المشاكل التي ترزح تحتها البلاد) انتهى كلام الأستاذ عبد الحق التازي. وختم بالجزء الثاني الذي يؤرخ لمرحلة ما بعد ملتمس الرقابة وضع له عنوان: «من أجل الوطن مرحلة التناوب التوافقي» 1998 2008 . إن هذا الزخم الفكري والسياسي للأستاذ عبد الحق التازي يجعل من تكريمه اليوم تكريما للعمل البرلماني الجاد الذي يستمد قوته ومصداقيته من الحضور الإيجابي والدائم لتفعيل ثقة الناخبين في مصداقية المشروع المجتمعي الذي حمله حزبنا، ونواصل اليوم أمانة الدفاع عن هذه المصادقية، خاصة وأن الحكومة الحالية يقودها أميننا العام الأستاذ عباس الفاسي بروح وطنية عالية رغم كل محاولات تبخيس العمل الوطني الرصين والجاد للحكومة، والذي زثمر الكثير من النتائج التي أصبحت ملموسة على أرض الواقع، وسط كل السهام التي تستهدف الحكومة الحالية في السر والعلن. الأستاذ عبد الحق التازي المحترم لك منا كل التحية والتقدير لما قمتم به من عمل وطني مهم، ولك منا كل الاعتزاز والفخر بالمواقف الشجاعة والجريئة والحريصة أولا وأخيرا على الثوابت الوطنية التي ندافع عنها في حزب الاستقلال، لقد أديتم الرسالة كاملة ووفيتم الأمانة بصدق ومسؤولية، وتكريمكم تكريم لكل الذين رافقوكم في مساركم السياسي المهم، فهنيئا لكم بهذا الرصيد الريجابي المثمر، وهنيئا لنا بكم كنموذج ومثلا يقتضى به. وفي أجواء بدا عليها كثيرا من التأثر تناول الكلمة الأستاذ عبدالحق التازي أكد فيها أنه كان يقوم بواجبه كمناضل وأنه آمن منذ انخراطه في الحزب سنة 1944 بمبادئه السامية ، التي ترسخت في وجدانه في خلايا ثانوية مولاي ادريس بفاس وبعد لقائه الأول بالزعيم بعد رجوعه من منفاه السحيق بالكابون بدار المنبهي كذلك بفاس سنة 1947، ثم احتاكه به في سفريات استمتع بمُجَالسته وحسن معاشرته، وتوجيهاته عندما كلفه بالتسيير الجماعي للشبيبة الاستقلالية مع ثلة من الأصدقاء الأوفياء بتشبعه بأفكاره النيرة وغزارة علمه وجمال شعره وأناشيده الحماسية، وأنه آمن بالرسالة التي وهب حياته من أجلها وهي بناء مجتمع مسلم متحرر، معتز بإنسيته وتاريخه وحضارته مدافعا عن هويته ووحدته الترابية بكل حزم وصرامة، مجتمع متفتح على عصره، متسامح مع المجتمعات الأخرى وأفرادها معتدل في مواقفه وتعامله. هدفه الأسمى الدفاع على المصلحة العامة وعلى كرامة المواطن ومده بأدوات المعرفة المتطورة ليقوم بالدور الذي استخلف بها خالقه في هذه الدنيا في احترام تام للطبيعة والكائنات الأخرى. وأكد أن الفضل كله يرجع الى الحزب ومؤسسه الذي لقنه نحن جيل ما قبل الاستقلال، المبادئ والاخلاق الاسلامية السمحاء، كالتربية التي عززناها بعد الاستقلال بالتعمق فيما ألفه المؤسس من كتب في شتى الميادين الدينية والاجتماعية والتربوية والسياسية والإقتصادية، والتي تعين المناضل الاستقلال في القيام بدوره كمؤطر للمواطن، أحسن قيام وقال إن علال قد أسس الحزب على هدى وتقوى من الله، ولذلك كان النصر حليفه بارجاع الملك الشرعي محمد الخامس طيب الله ثراه الى عرشه يوم 16 اكتوبر 1955. وكان هذا الرجوع شرط المفاوضين المغاربة أمام الفرنسيين خلاجا لما تدعيه تملاقا، بعض الأقلام المرتزقة. وبهذا الرجوع أعلى الاستقلال الذي معبأ للكفاح من أجله كل المغاربة في خلايا الحزب المنتشرة في كل انحاء البلاد وأبرز أ حزب الاستقلال ليس كباقي الاحزاب بل هو حزب فريد من نوعه لأنه حزب الرسالة التي حملها له علال، وسيبقى خالدا، مادام مناضلوه متشبتون بمبادئه ومقتنعون ومبشرون ببرامجه، يعملون ليل نهار من أجل تطبيقها حتى لاتبقى شعارات، بل حقيقة معاشة. وقال عن مهمته في البرلمان إنها نشر الوعي والتشبث بأفكاره ونشرها في المجتمع المغربي، وهي الكفاح اليومي من أجل الحرية، و من أجل تركيز سيادة الشعب، أي الديمقراطية ، والدفاع عن الهوية والجنسية المغربية، و الدفاع عن اللغة الرسمية للبلاد، لغة القرآن ولغة الكفاح من أجل دسترةالأمازيغية.والتطبيق الفعلي والمستعجل لتعريب الادارة والحياة العامة، وهي أيضا الدفاع عن الحقوق وهي الدفاع المستميت من أجل رفع القدرة الشرائية للطبقات الضعيفة والقضاء على الفقر والتهميش، ومتابعة الإصلاحات الهيكلية التي تمحي الفوارق الطبقية، وتقوية المساواة بين المرأة والرجل، وفتح آفاق المستقبل أمام اقتصاد قوي تلعب فيه الدولة دورا محوريا، يلبي حاجيات الشباب ذكورا وإناثا، في التشغيل، والصحة والتربية والثقافة والتغطية الاجتماعية، و تطبيق ماجاء في وثيقة التعادلية ل 63 01 11 التي هي الاسراع بتطبيق ماجاء في خطاب صاحب الجلالة محمد السادس في قيام الجهوية المتقدمة في محاور من أجل التنمية المستدامة بمشاركة الفعلية للسكان. وفي ختام هذا الحفل أهدى الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين للأستاذ عبدالحق التازي هدية قدمها له الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي عبارة عن مجموعة للأقراص المدمجة تتضمن القرآن الكريم.