الجدل الدائر حول العقوبة التي أصدرتها اللجنة التأديبية التابعة لجامعة كرة القدم، ضد المغرب التطواني بسبب استخدام أفراد من جمهوره للشهب النارية في مباراة الفريق أمام النادي القنيطري ضمن الجولة 20 مازال محتدما، خصوصا بعد أن دخل فريق وداد فاس على الخط، وأبدى استغرابه الشديد لهذه العقوبة التي ستسلط عليه هو الآخر وستحرم لاعبيه الشباب من إجراء المباراة أمام الجمهور. حكاية هذه العقوبة بدأت عندما عاقبت اللجنة التأديبية للجامعة فريق الرجاء البيضاوي بمباراة دون جمهور، بسبب استعمال بعض أفراد جمهوره للشهب النارية في مباراة رجاء بني ملال، إذ وجد الفريق «الأخضر» نفسه ملزما بإجراء مباراة حسنية أكادير التي تفوق فيها يوم الإثنين الماضي بهدفين لصفر بدون جمهور. قبل تطبيق العقوبة تعالت أصوات مسؤولي الرجاء غاضبة، تطالب بتطبيق القانون على الجميع، بل وطالبوا بأن يعاقب أيضا فريق المغرب التطواني الذي استخدم أفراد من جمهوره شهبا نارية، ونزلت العقوبة وتقرر أن يعاقب الفريق التطواني بإجراء مباراة دون جمهور، لكن الجامعة قررت أن تطبق العقوبة في مباراة ربع نهائي دوري «شالانج» وهو دوري برغم أن الجامعة تريد إعطاءه طابعا رسميا إلا أنه بدون طعم ولا رائحة. «انتفض» السبتي رئيس وداد فاس غاضبا، واعتبر أنه من الإجحاف أن يجري لاعبوه مباراتهم أمام المغرب التطواني بدون جمهور، وأن السليم أن تطبق العقوبة في البطولة «الاحترافية»، وليس في دوري «الأمل». مطالب السبتي تبدو سليمة، لأن الأصل في أية عقوبة، هو أن تنفذ فعلا وأن يحس مرتكب أي فعل بالعقاب، وبالضرر جراء تنفيذ العقوبة، وبالتالي فأي معنى للعقوبة إذا كانت المباراة أصلا لن تدور وسط حضور جماهيري كبير. لذلك، يحق لوداد فاس أن يحتج، ويحق للرجاء وغيره من الفرق أن تضع علامات الاستفهام والاستغراب والتعجب، مثلما يحق للمتتبعين دون تعصب لهذا الفريق أو ذاك أن يقولوا «اللهم إن هذا منكر» وأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن هناك فوضى وشبكة علاقات بين بعض مسؤولي الجامعة ومسيري بعض الفرق، تجعل الأبيض أسودا والأسود أبيضا. أكثر من ذلك، لا أحد تساءل لماذا لا تتوفر الفرق على نسخ من سلم العقوبات، ولماذا ليست هناك مواعيد قارة وأجال معروفة للحسم في الملفات، بدل ترك مساحة الغموض متسعة، ولماذا كذلك لا تطبق العقوبة في البطولة التي وقعت فيها وليس العكس. إن هذا الذي يحدث يسيء للكرة المغربية، والعجب العجاب أن السيد رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري «يتفرج» على ما يقع، وكأنه لا يعنيه في شيء، وكأن مهمته هي المنتخب الوطني فقط، وليس الكرة المغربية بشكل عام، علما أن الأمور وصلت إلى حد التعفن.