«انتفض» الرجاء البيضاوي لكرة القدم غاضبا عقب العقوبة التي أصدرتها اللجنة التأديبية التابعة للجامعة في حقه، والتي قررت على إثرها معاقبة الفريق بإجراء مباراة واحدة دون جمهور وغرامة مالية قدرها 2000 درهم، بسبب ما اعتبرته استخداما لفئات من جمهوره للشهب النارية في مباراة الفريق أمام رجاء بني ملال التي جرت في عشرين فبراير الماضي. لم يتوقف المكتب المسير للرجاء عند حدود الاحتجاج فقط، بل إنه اتهم بشكل صريح اللجنة التأديبية للجامعة، معتبرا أنها خلقت سببا من العدم خلال المدة الفاصلة بين 20 فبراير و8 مارس لتصدر حكما على الفريق «الأخضر، اعتبره الفريق بعيدا عن المنطق والعدل، قبل أن يؤكد أن «أعداء النجاح وجيوب المقاومة قد اتحدت أسلحتهم لتدمير فريق يؤمن بقدراته ويعتز بدعم جماهيره». المفروض في علاقة الجامعة بالفرق المغربية أن تكون مبنية على الثقة، وعلى الاحتكام للقانون، دون أن تترك المجال لأي التباس، لكن واقع الحال يكشف أن هذه العلاقة مبنية على الغموض، ويحفها الشك. وإذا كان شغب الملاعب مرفوضا مثلما أن رمي المقذوفات والشهب النارية مرفوضا كذلك، فإن غضب الرجاء له ما يبرره، خصوصا وأن ملاعب شهدت استخداما للشهب النارية ورميها فوق أرضية الملعب ولم تتعرض لتوقيف نافذ لملعبها. ففي الجولة التاسعة من بطولة هذا الموسم، استخدمت فئات من الجمهور شهبا نارية في مباراة المغرب التطواني وأولمبيك أسفي، وقررت اللجنة التأديبية توقيف ملعب سانية الرمل لمباراة واحدة موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قيمتها 10 آلاف درهم، أما في الموسم الذي سبقه فإن الملعب نفسه شهد أحداث شغب في مباراة المغرب التطواني وشباب الحسيمة، ضمن منافسات الجولة العاشرة تم على إثرها توقيف لاعب شباب الحسيمة عبد الصمد لمباركي أربع مباريات واللاعب محسن لعفافرة لمباراتين، بينما اكتفت اللجنة بإنذار ملعب سانية الرمل دون أن يطاله التوقيف، وسبق لأحداث شغب غير مسبوقة أن حدثت في مباراة سابقة بين الوداد والجيش الملكي بملعب محمد الخامس، تم على إثرها تكسير سياج حديدي فاصل، ومع ذلك تم تسليط عقوبة مخففة على الملعب سرعان ما تم تخفيضها بعد أن خفت حدة «الاحتقان الإعلامي»، مثلما سبق أن استخدمت شهب نارية في مباراة سابقة للرجاء، دون أن تصدر أية عقوبة. إن المفروض في الجامعة أن تكون عادلة في قراراتها مع جميع الفرق، دون محاباة لهذا الطرف أو ذاك، ودون استخدام لمنطق العلاقات الشخصية بين بعض مسؤولي الجامعة ومسؤولي الفرق التي باتت تلعب دورا مهما في طبيعة العقوبات الصادرة. عندما تدرك الفرق أن نصوص القانون هي التي تستخدم فقط في إصدار العقوبات، سيتوقف الاحتجاج وسيقبل الجميع بالأمر الواقع، أما والأمر غير ذلك، فإن الجدل سيظل قائما، وسيظل مسؤولو الرجاء يرددون أن هناك من يسعى لتدمير الفريق، مثلما قد يفعل الأمر نفسه غدا مسؤولو الوداد أو غيره من الفرق.