عاقبت اللجنة التأديبية التابعة لجامعة كرة القدم، فريق المغرب التطواني بإجراء مباراة واحدة دون جمهور، على خلفية ما اعتبرته شغبا ورميا للشهب النارية في مباراة الفريق أمام النادي القنيطري برسم الجولة 20 من البطولة «الاحترافية». وإذا كانت العقوبة منتظرة، فإن المثير هو أن العقوبة ستسلط على الفريق في مباراة ربع نهائي دوري»شالانج» أمام وداد فاس، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، حول طريقة اتخاذ العقوبات في الجامعة، وحول شروط التنافس الشريف، خصوصا وأن محمد لحمامي الرئيس المفترض للجنة التأديبية بدا مرتبكا وهو يجيب على أسئلة زملاء صحفيين في محطة «راديو مارس»، فهو مرة يقول إن العقوبة ستشمل مباريات البطولة، وفي مرة ثانية وبعد أن اختلطت عليه الأوراق قطع الاتصال، وعاد ليتحدث بعد ثماني دقائق عن اتصاله الأول ليؤكد أن العقوبة ستنفذ في أول مباراة للفريق بملعبه، والتي لمكر الصدف لن تكون إلا في إطار دوري «شالانج» أمام وداد فاس، وهي مسابقة بدون طعم ولا رائحة، لا تحظى بالمتابعة وأقرب إلى دورة تدريبية منه إلى بطولة رسمية. مبدئيا حرمان الفرق من جماهيرها، ليس ظاهرة صحية، فالملاعب بدون جمهور تجعل من مباريات الكرة أشبه ب»المأتم» مثلما قال مدرب الرجاء امحمد فاخر، لكن مادامت الجامعة اختارت تطبيق العقوبات، فالمفروض أن تكون عادلة وأن لا تعرف الكيل بمكيالين، ففريق الرجاء وجد نفسه ملزما بخوض مباراة هامة في البطولة أمام حسنية أكادير بدون جمهور، والدفاع الجديدي والنادي المكناسي وغيرها من الفرق حرمت من جمهورها في مباريات البطولة بسبب تصرفات جماهيرها، ولم تستنفذ العقوبة في دوري «شالانج»، بينما الفريق التطواني سيعاقب في مباراة هي أصلا ستجرى بدون جمهور. هذه الواقعة تكشف أن الجامعة تكيل بمكيالين في التعامل مع الفرق، إذ أن هناك من يطبق عليها القانون بزيادة، وهناك من يجد لهم بعض أشباه المسؤولين الأعذار ويلتفون حول العقوبات، ولكي يتأكد المتتبع أن هناك أمورا تحاك في الكواليس، وأن العقوبات تصدر بآلة التحكم عن بعد يكفي فقط، احتساب المدة الزمنية التي استغرقتها اللجنة التأديبية لتصدر قرارها ضد الرجاء بعد استخدام بعض مشجعيه للشهب النارية في مباراة رجاء بني ملال، والمدة التي استغرقتها لدراسة ملف المغرب التطواني. في حالة الرجاء قاربت المدة الشهر، وبالنسبة للمغرب التطواني لم تتجاوز الأسبوعين، وكأن هناك من كان خلف الستار يدعو للإسراع بالإعلان عن العقوبة لتطبق في دوري «شالانج». لله في خلقه شؤون.