عاد داء التهاب السحايا ليقض مضاجع آباء وأمهات تلاميذ مدرسة «بوخلف» الابتدائية في طنجة، بعد تسجيل إصابة طفل في الحادية عشرة من العمر بهذا الداء، حيث يرقد بمستشفى محمد الخامس منذ 4 أيام، بينما حملت جمعية آباء وأولياء تلاميذ هاته المؤسسة، المسؤوليةَ للسلطة المحلية وتمثيليات وزارة التعليم التي أهملت المؤسسة. واكتشفت إصابة الطفل «ع.ب» بداء التهاب السحايا «المينانجيت» يوم الثلاثاء 5 فبراير الجاري، حسب ما أكده ممثلو جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة «بوخلف» الابتدائية، الذين أصرّوا على أن الطفل أصيب بالداء داخل مؤسسته التعليمية التي امتلأت ببرك المياه الآسنة وصارت وضعيتها أسوأ من ذي قبل بعد توقيف الأشغال بها، وهي الأشغال التي كانت انطلقت بعدما رصدت «المساء» تسجيل إصابة طفل يدرس في القسم الأول قبل شهر. وكشف رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة بوخلف الابتدائية، محمد المهدي، أن أشغال صيانة المؤسسة توقفت لتتبخر معها وعود ممثلي السلطة والنائب الإقليمي للتعليم ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم، الذين هبوا إلى المدرسة عقب تناول «المساء» لمعاناة تلاميذها ووضعيتها المزرية، قبل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها بل أسوأ، حسب الآباء، حيث إن الأشغال المتوقفة أصبحت مصدرا جديدا للتلوث. وتعاني مدرسة بوخلف من واقع بيئي مزر، إذ تفتقر للربط بقنوات الصرف الصحي والمياه ولا تتوفر على حمامات وتكثر فيها برك المياه الآسنة الملوثة، وهي الوضعية التي يعتبرها الآباء مسؤولة عن تفشي الأمراض بين التلاميذ، وإصابة اثنين منهم بداء التهاب السحايا، وكانت تمثيليات وزارة التعليم قد وعدت جمعية الآباء بإتمام تجهيز المؤسسة وصيانتها، لكنها نكصت عن وعدها حسب ممثلي الجمعية. وحاولت «المساء» الاتصال بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، حسن قناب للتعرف على حيثيات الموضوع، لكن هاتفه ظل يرن دون أن يجيب.