عاشت وزارة الصحة قبل أيام حالة استنفار بسبب تسجيل وفيات نتيجة الإصابة بالمينانجيت. ليس هذه هي الرة الأولى التي تعيش فيه الوزارة حالة استنفار وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل وفيات بسبب الإصابة بهذا الداء، ولكن ربما لأنها سجلت حالتين في نفس المؤسسة التعليمية، هذا ناهيك على حالات الوفيات ما فتئت تتزايد سنة بعد سنة. حسب مصدر طبي، فإن حدة المرض تختلف من مريض إلى آخر، خصوصا أنه لا يرتبط أساسا بارتفاع حرارة الطقس، وإنما يحتمل أن تكون موجة الحرارة الحالية سببا غير مباشر في انتشاره. إلى ذلك، ذكرت وزارة الصحة أنه يتم الإعلان سنويا بالمغرب عن أزيد من 900 حالة إصابة متفرقة بالتهاب السحايا «المينانجيت» بجميع أنواعه، مع معدل وفيات نسبته 10 في المائة من بين هذه الحالات. التهاب السحايا مرض يرعب الآباء مدرسة صغيرة جدا أو بالأحرى روض مغمور بالمجموعة السادسة بحي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، مع ذلك فإنه يضم أزيد من 180 طفلا رغم أن مساحته لا تتجاوز 60 متر مربع.. إقبال كبير على هذا الروض الضيق جدا يعود إلى الثمن البسيط التي تطلبه إدارتها سواء بالنسبة للأداء أو التأمين مقارنة مع ما تطلبه المدارس المجاورة. الروض الذي رخصت له في وقت سابق وزارة الشبيبة والرياضة.. كانت تحت أنظار المسؤولين بالمنطقة ولا أحد يحرك ساكنا.. لم يتحرك هؤلاء المسؤولون إلا بعد أن توفي طفلين بنفس الروض بسبب مرض معد الذي هو التهاب السحايا أو المينانجيت إجراءات مستعجلة وصل الخبر إلى وزارة الصحة فقامت لجنتها الخاصة بزيارة ميدانية إلي الروض.. وفي إطار التحريات الصحية والوبائية، لاحظت المصالح المختصة للوزارة الاكتظاظ داخل هذا الروض، التي يستقبل كل قسم منها أطفالا صغارا يتجاوز عددهم الثمانين. وبعد إخبار السلطات المحلية بهذا الوضع تقرر إغلاق هذا الروض. بمناسبة هذا، سجلت وزارة الصحة حالة وفاة لطفل عمره أربع سنوات يدرس بنفس الروض، وذلك نتيجة إصابته بالتهاب السحايا (جرثومة مينانجوكوك ب ) حيث تم التأكد من ذلك مخبريا. كما سجلت المصالح الصحية وفاة أحد أفراد عائلة الطفل المتوفي وهي سيدة تبلغ من العمر ثمانين سنة، وأيضا وفاة طفل آخر عمره ثلاث سنوات ونصف يدرس بنفس روض الأطفال المذكور غير أنه، وحسب وزارة الصحة، فإنه لم يتم عرض الضحيتين الأخيرتين على الفحص المخبري الذي من شأنه تأكيد أو نفي فرضية إصابتهما بالتهاب السحايا، المعروف بالمينانجيت. المديرية الجهوية للصحة بالدار البيضاء شكلت فريقا للتدخل، يتكون من أطباء وممرضين ومسؤولين عن المراقبة الوبائية وذلك لإجراء كل التحريات الصحية والفحوصات الطبية للأشخاص المتواجدين في محيط الحالات الثلاث، وتقديم العلاج والأدوية الوقائية لعائلات ومحيط الأشخاص المتوفون. كما عبأت المصالح الصحية وسائلها لتلقيح الأشخاص الذين كان لهم اتصال بهذه الحالات لال التعرف على أعراضه، السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المصاب. الحالة مستقرة حسب بعض أولياء تلاميذ هذا الروض فإن وضعية أبنائهم مستقرة وأنهم لا يعانون من أي ارتفاع في درجات حرارة أجسادهم الصغيرة ، وقد زاد اطمئنانهم عندما قامت مصالح ورزارة الصحة بالمنطقة بتلقيح أبنائهم باللقاح المضاد لجرثومة التهاب السحايا.. بعض الآباء أكدوا أنه كلما ارتفعت حرارة أبنائهم لأي سبب من الأسباب فإنهم يعتقدون أنهم أصيبوا بالعدوى وأنهم يعانون من المينانجيت، وبالتالي احتمال وفاتهم.. يقول أحد الآباء، «ارتفعت حرارة ابني، ولأنه كان يدرس بنفس الروض فقد اعتقدت أنه أصيب بالعدوى نقلته على وجع السرعة إلى الطبيب أخبرني بعد فحصه فحصا دقيقا أنه لا يعاني من التهاب السحايا فاستبرشرت خيرا». نفس الشيء أكده مجموعة من الآباء، خصوصا الأمهات منهم. تخوف الآباء في محله خصوصا إذا علمنا أن التهاب السحايا تصيب الأطفال الرضع بالخصوص، على أن 15 في المائة من حالات الوفيات المسجلة نتيجة هذا الالتهاب تكون في صفوف الأطفال المتراوحة أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام. الوردي: وفيات “المينانجيت” معزولة والوضعية مطمئنة مباشرة بعد وفاة ثلاث حالات بالميناجيت بالدارالبيضاء، خرج وزير الصحة الحسين الوردي ليطمئن المواطنين بالقول إنه لا يوجد سبب للقلق لأن هذه الحالات «متفرقة ومعزولة» ولا توجد «حالة وبائية» بالمغرب. بل أن مصالح الوزارة قامت بزيارة ميدانية للروض الذي كان يدرس فيه الطفلين المتوفيين ووجدته في وضعية لا تسمح باستقبال العدد الكبير الذي يتوافد عليه كل صباح، فهذا الروض مساحته لا تتجاوز 60 مترا مربعا ويضم 186 طفلا، كل قسم فيه أزيد من 80 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين سنة و4 سنوات. مصالح وزارة الصحة تقوم بجميع أخذت الإجراءات الشاملة وما زالت فرقها تعمل على تقديم العلاج الوقائي لأفراد عائلة المتوفين والأطفال في محيطهم العائلي وكذا جميع زملاء المتوفين في الروض وعائلاتهم. في نفس الفترة سواء في إطار الوقاية أو في إطار الإجراءات المتخذة بشكل مستعجل لحماية محيط المريض، موضحة في نفس الإطار أن كثيرا من الحالات هي من نوع «المينانكوكوك ب» الذي لا يوجد له لقاح لحد الآن، ليس على مستوى المغرب فحسب، بل على المستوى العالمي، حيث تجري بعض الاختبارات مؤخرا، عكس لقاح « A H C W Y » . تاريخ مرض التهاب السحايا أو المينانجيت في المغرب انتقلت العدوى بداء “المينانجيت” في المغرب، ما بين السنوات الممتدة من 1967 إلى 1968، وبين سنوات 1988 إلى 1989، مشكل صحة عمومية، إذ شكلت هذه السنوات، فترتين وبائيتين كبيرتين، خلفت الكثير من الإصابات والوفيات. بعد هذه الفترة، بدأ المرض في التراجع نوعا ما إلى حدود سنة 2004، إذ عاود ظهور المرض من جديد، وارتفع عدد حالات الاصابة بالمرض من جديد، ليشهد المغرب، مرة أخرى، تراجع حالات الاصابة بالداء ما بين سنة 2009 و2000، بعد إدخال اللقاح المضاد للهيموفيليس من نوع “باء” ضمن البرنامج الوطني للقاحات. سنة 2012 أعلنت وزارة الصحة عن تسجيلها ل 900 حالة إصابة بداء التهاب السحايا/المينانجيت، وذلك خلال الفترة ما بين فاتح يناير من السنة الجارية وإلى غاية الأسبوع الماضي، نتجت عنها وفيات بنسبة 9 في المائة، مؤكدة على أنه نفس المعدل الذي يسجل في عدة بلدان حول العالم، حسب معطيات المنظمة العالمية للصحة، مشيرة إلى أن مصالح الوزارة تسجل كل سنة معدل 1000 حالة لالتهاب السحايا بجميع أنواعها على الصعيد الوطني. الإصابة بالمينانجيت يمكن أن تؤدي للإعاقة أو الوفاة التهاب السحايا أو المينانجيت التهاب يصيب الطبقة التي تحمي وتغطي المخ والحبل الشوكي. وهناك نوعان من التهاب السحايا: بكتيري وفيروسي. يعد التهاب السحايا الفيروسي حميدا بالمقارنة مع النوع البكتيري. فهو لا يتطلب علاجا خاصا ولا يستدعي وقاية للمحيطين بالمريض ويشفى المريض تلقائيا خلال ثلاثة أيام أو ثمانية. أما التهاب السحايا البكتيري فهو راجع لعدة جراثيم مثل المكورات السحائية والمكورات الرئوية والهيموفيليس. وبالتالي فإنها تعطي أشكالا مختلفة حسب نوع الجرثومة المسببة للعدوى. وهكذا يكون التكفل الطبي والعلاج مرتبطا بنوع الجرثومة. يمكن أن تظهر أعراض التهاب السحايا لدى الرضع على شكل تغير في سلوك الرضيع من خلال بكاء متواصل، ميل لونه إلى الشحوب، مع حدوث تشنجات. لكن للأسف يمكن أن تغيب أحيانا هذه الأعراض فقد يبدو الرضيع خاملا أو متحسسا وقد يشكو من قيء وغثيان وفقدان شهية.. وفي الواقع يصعب التعرف على المرض لدى الرضع. أما عند البالغين فإن المريض المصاب بالتهاب السحايا تظهر لديه حمى ويشكو من آلام حادة في الرأس وتقيء ويسبب له الضوء آلاما في العين، وقد يشكو أيضا من غثيان ونعاس، وأحيانا قد يسقط المصاب في غيبوبة. وحده الطبيب، يستطيع تحديد ما إذا كان الالتهاب السحايا فيروسيا أو بكتيريا. إذا كان الالتهاب فيروسيا يمكن للطفل العودة للبيت إذا كانت صحته العامة تسمح بذلك. لكن إذا تبين أن الالتهاب بكتيري فلا بد أن يظل بالمستشفى، حيث يتم إعطاؤه مضادات حيوية مضادة للفيروسات لمدة سبعة أيام إلى عشرة. ويمكن في بعض الحالات وصف مضادات حيوية لباقي أفراد الأسرة اتقاء للعدوى. وفي حال لم يتمكن الطبيب من تحديد نوع الالتهاب فعليه أن يصف فورا مضادات حيوية على شكل حقن بانتظار ظهور نتائج الفحوص. هل المنانجيت مرض معد؟ يتوقف الأمر على سبب الالتهاب. فإذا كان المرض بسبب جرثومة المكورات السحائية يكون المرض معديا ويمكن أن ينتقل عبر الاتصال المباشر بين الأشخاص الذين يعيشون معا تحت نفس السقف مثلا عن طريق التقبيل أو الشرب من نفس الكأس.. لذلك يتوجب أخذ الاحتياطات اللازمة وتناول مضادات حيوية وقائية.