شهد المرصد الجهوي للأوبئة في الدارالبيضاء، صباح أمس الخميس، اجتماعا موسعا لتدارس موضوع مرض التهاب السحايا (المينانجيت)، بعد وفاة طفل، يبلغ من العمر 4 سنوات، منذ يومين في مقاطعة مولاي رشيد في الدارالبيضاء، وعقدت اجتماعات موازية لنقاش الموضوع في مقر المندوبية الجهوية للصحة بالدارالبيضاء. وجمع اللقاء بين خلايا المراقبة الوبائية وممثلي أقسام طب الأطفال الثلاثة، التابعة لمستشفى عبد الرحيم الهاروشي، التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، وأطر المرصد الجهوي للأوبئة، لتدارس الحادث وسبل اتخاذ الإجراءات الكفيلة والسريعة للرصد المبكر لحالات الإصابة بالداء والتكفل العلاجي بها. وقال مصطفى الردادي، المندوب الجهوي للصحة، في تصريح ل"المغربية"، إن خلايا لليقظة تشكلت، لتعزيز الرصد الاستباقي للداء داخل المؤسسات المغلقة في جهة الدارالبيضاء، كالمؤسسات التعليمية والسجون والداخليات، واصفا هذه الخطوة ب"رد فعل سريع يرمي إلى التنسيق بين الجهات المختصة"، لبلوغ النجاعة في الرصد المبكر لأي حالة إصابة محتملة، لإخضاعها للفحص وللعلاج الوقائي بمجرد ظهور أعراض المرض". وأكد الردادي أنه بعد حادث الوفاة، "خضع 250 شخصا للقاح وللعلاجات الوقائية ضد "المينانجيت"، ضمنهم 186 طفلا، كان يستقبلهم روض الأطفال في مقاطعة مولاي رشيد، والباقون من محيط وأقارب هؤلاء الأطفال، لوقف أي احتمال لانتقال العدوى بالداء". وذكر أن الأبحاث، التي أجرتها الفرق الطبية، كشفت أن روض الأطفال "يشهد اكتظاظا للأطفال، تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات، في حين لا يتوفر على التهوية الكافية، ويعتبر هذان العاملان، تربة خصبة لانتقال الأمراض المعدية عن طريق التنفس، ومنها المينانجيت". واعتبر الردادي أن الحادث "يجب ألا يبعث على أي مخاوف لدى المواطنين، لأن حالات الإصابة بالمينانجيت موجودة على الصعيد العالمي، إذ يشهد المغرب إصابة قرابة ألف حالة سنويا"، داعيا أسر الأطفال إلى الانتباه إلى أعراض الداء، المتمثلة في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة والتقيؤ ومشاكل في العنق، إضافة إلى عدم حيوية الطفل، للإسراع بعرضه على الطبيب لاتخاذ الإجراءات الصحية الضرورية. وأشار الردادي إلى انخفاض عدد الإصابات بالمينانجيت في جهة الدارالبيضاء إلى 14 حالة، توفيت منهما اثنتان، خلال السنة الجارية، في الوقت الذي كانت تسجل 80 إصابة سنويا على صعيد الجهة، بفعل الرصد المبكر لأعراض الإصابة بالداء، والتكفل بحالات التهاب الأنف والحنجرة والمشاكل الصدرية، وأن وزارة الصحة تسعى لإدراج اللقاح المضاد للمينانجيت نوع "ب" ضمن برنامج التلقيح الوطني. من جهة أخرى، شهد محيط مقر روض الأطفال، الكائن بالمجموعة السادسة، في مقاطعة مولاي رشيد، صباح أمس الخميس، تجمعا لعدد من سكان المنطقة، جاؤوا للاستفسار عن حيثيات الحادث وأسباب إغلاق مقر الروض، ما دفع صاحبته إلى الخروج إلى الناس وشرح موقفها، نافية "وجود أي علاقة سببية بين وفاة الطفل الذي أصيب بداء المينانجيت واستفادته من خدمة الروض". وأكدت المشرفة أن "مقر الروض يخضع لنظافة يومية، ويحترم شروطها، كما يحرص على صحة الأطفال، الذين تعدهم بمثابة أبنائها، وأن حماية مصلحتهم وصحتهم من حماية مصالحها"، مؤكدة للمتحلقين أن "الروض لم يغلق بشكل نهائي، وإنما هو إجراء إداري مؤقت في انتظار قدوم لجنة لزيارته والحسم في هذا الموضوع". ويعتبر روض الأطفال المذكور عبارة عن منزل تقليدي، تبلغ مساحته 60 مترا، مكون من طابق أرضي وطابقين علويين، بدت بنايته نظيفة، وهو ما أكدته المصالح الطبية للدارالبيضاء، في محضر زيارتها الميدانية لمقر الروض، إلا أنها اعتبرت أن التهوية داخله غير كافية، موازاة مع اكتظاظ الأطفال المستقبلين فيه". وأوضحت مصادر محلية، ل"المغربية"، أن شريحة عريضة من الأطفال الذين يستقبلهم هذا الروض، هم من أبناء النساء العاملات في الحي الصناعي لمولاي رشيد، المجاور لمقر الروض، وأنه يسدي إليهم خدمة رعاية رضعهن وأطفالهن، إلى حين خروجهن من العمل.