أفادت مصادر طبية أن طفلا، يبلغ من العمر 4 سنوات في مدينة الرباط، خضع لمجموعة من التحاليل البيولوجية، للجزم بشأن فرضية إصابته بداء التهاب السحايا نوع "باء"، أو ما يعرف ب "المينانجيت"، وينتظر ظهور النتائج خلال اليومين المقبلين. وكان طفل توفي بهذا المرض في الرباط، أول أمس الأربعاء. وذكرت مصادر "المغربية" أن المصالح الطبية شرعت في علاج الطفل بواسطة مضادات حيوية، مباشرة بعد الشك في حالته، وقبل انتظار نتيجة التحاليل، بعد أن ظهرت عليه أعراض الإصابة ب "المينانجيت"، المتمثلة في ارتفاع شديد في درجة الحرارة والتقيؤ، ما تطلب إدخاله قاعة الإنعاش، التي غادرها، بعد استقرار حالته، ونقله إلى مصحة خاصة بالرباط. وقال عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، في تصريح ل "المغربية"، إن "حالة الطفل مستقرة جدا، ويتمتع بنشاطه الطفولي، وعائلته مرتاحة لتجاوزه لأعراض المرض الأولى". وأكد المنزهي أن الشك في إصابة الطفل بالمينانجيت، ليس له أي ارتباط بحالة الطفل الذي توفي بهذا المرض، أول أمس الأربعاء، في أحد المستشفيات العمومية بالرباط، وأن حالة المصابين معزولة واستثنائية، ولا تعني وجود وضعية وبائية لانتشار الداء في المغرب. واستدل على ذلك بتسجيل ما يناهز 900 إصابة بالداء سنويا، ما بين 10 إلى 25 في المائة منهم يتوفون، علما أنه سجلت إصابة 355 حالة بالمينانجيت، خلال 5 أشهر الأولى من السنة الجارية. وقال المنزهي إن جميع أفراد أسرة الطفل المشكوك في مرضه يخضعون لعلاج كيماوي وقائي، وكذا زملاؤه في المدرسة، لقطع الشك في انتشار أي عدوى. وذكر المنزهي أنه لا يمكن الوقاية من الإصابة بعدوى التهاب السحايا، الذي يصيب صغار السن كما البالغين، إلا بواسطة التشخيص المبكر، لمباشرة العلاج في أسرع الأوقات، لأنه يضمن الشفاء السريع، ولذلك وجب الانتباه إلى أعراض المرض، المتمثلة في ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتصلب في فقرات العمود الفقري على مستوى الرقبة، والتقيؤ الشديد، سيما لدى صغار السن. وذكر أن التحاليل البيولوجية للكشف تنبني على أخذ عينة من الماء الموجود في ظهر المصاب، إذ كلما كان الماء ممزوجا وغير صاف، يكون دالا على الإصابة بالداء، لينتقل البحث، بعد ذلك، إلى تحديد نوعية الجرثومة المسؤولة عن المرض، والتثبت من مدى تطورها، إلى جانب تحليل الخلايا وتركيبتها الكيماوية، على اعتبار أن الإصابة بالمينانجيت" يكون وراءها مجموعة من الجراثيم، وليس نوع واحد، أهمها "المينانكوكوك"، نوع " A" و"B" و"C" و"Y"، لذلك وجب تحديد أنواعها، وهو مرض يصيب الغشاء المحيط بالدماغ والمحيط الشوكي بالتهابات، ما يعسر الحركة العادية لفقرات الرقبة، نتيجة تصلبها. وقال المنزهي إن التلقيح ضد الداء لا يوجه إلا للأشخاص داخل التجمعات المغلقة، حيث احتمالات انتقال العدوى، كدور الأطفال والأيتام، والسجون والمؤسسات الخيرية، مؤكدا أن الأمر نفسه معمول به في بلدان العالم.