أجهز وباء التهاب السحايا المعروف عند العموم بالمينانجيت بدوار تاغزوت تاسا بجماعة اتسافت بإقليم الدريوش على طفلة في السادسة عشرة من العمر، بعدما نقلت إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة حيث تم التأكد أنها مصابة بهذا الداء الفتاك، ومن هناك تم إشعار المندوبية الإقليمية للصحة بإقليم الدريوش، وعلى إثر ذلك تشكل فريق طبي مكون من خمسة أفراد يضم الطبيبة والممرضة المعينتان مؤخرا بالمركز الصحي لاتسافت والممرض الرئيسي العامل بنفس المركز بالإضافة لممرض آخر من المركز الصحي التابع لبلدية ميضار، وبعد التحريات اللازمة بعين المكان تأكد لهذا الفريق أن الوباء انتشر في محيط هذه الطفلة حيث لوحظت أعراض الوباء عند مجموعة من أفراد العائلة بما في ذلك أخ المرحومة الذي نقل هو الآخر إلى نفس المستشفى وهو في حالة حرجة كذلك، بل أكثر من ذلك انتقل الفريق إلى غاية المستشفى حيث كانت تتواجد الطفلة المسكينة، وكل هذا كان يومه الجمعة 30 شتنبر 2011، وإلى هنا كل شيء على ما يرام، لكن وإلى غاية لحظة كتابة هذه السطور أي يومه الأحد 2 اكتوبر 2011 لم تتحرك لا المندوبية الإقليمية ولا المكتب المسير لجماعة اتسافت ولا السلطات المحلية ولا حتى الدرك الملكي وذلك للعمل على تسريع عملية تلقيح ساكني هذا الدوار واتخاذ التدابير اللازمة تفاديا لانتشار هذا الوباء الفتاك خصوصا أن هذا المدشر يوجد على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين قسيطة والحسيمة، هذا وخلف انتشار المرض حالة من الرعب وسط السكان، الذين لا شك أنهم يطالبون بتوفير «الحماية» لهم من «زحف» هذا المرض، فلا المندوبة قامت بزيارة هؤلاء ولا حتى الجماعة المحلية ولا السلطة ولا مصالح العمالة؟ وكل هذا يؤكد إهمال وزارة الصحة لهذه المنطقة برمتها وكذلك مندوبتها بالإقليم التي تستغل كل فرصة للدعاية لمجهودات وزارة االصحة وما تقوم به لمكافحة الأمراض المعدية كالمينانجيت والأنفلونزا …، ويبين كذلك تقاعس رئيس جماعة اتسافت من المسؤولية حيث هو غارق هذه الأيام في الحملة الانتخابية السابقة لأوانها وفي تزوير اللوائح الإنتخابية وملئها بأسماء غير موجودة بالواقع، بالإضافة لتقاعس السلطة المحلية من المسؤولية كذلك وعدم العمل على احتواء المشكل … فكيف يهدأ بال هؤلاء والمرض ينتشر بين ساكنة المدشر بل يزحف إلى الدواوير الأخرى عبر التنقل والتسوق من الأسواق الأسبوعية … ولعلم القارئ الكريم أن (المينانجيت) يصنف ضمن الأمراض القاتلة، وهو يعد كذلك من الأمراض المعدية ويصيب السحايا المحيطة بالغلاف الواقي للدماغ وكذا النخاع الشوكي. وهو مرض ذو طابع فيروسي وبكتيري. يمس الفم والحلق قبل ان يتسرب منهما الى خلايا الدماغ ليضرب الجهاز العصبي، وظهوره ناتج عن غياب الشروط الصحية في المساكن ونقص النظافة وتلوث مياه الشرب. وأعراضه العامة تتجلى في ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والإحساس بآلام حادة في الرأس والتقيؤ وتصلب الرقبة ويؤدي إلى الشلل والحمى الشديدة والتقلصات العصبية. وهو ينتقل بسهولة بين الأشخاص الموجودين في نفس الأماكن، ومن شأن حدة الإصابة أن تدخل المريض في حالة فقدان للذاكرة ثم الوفاة كما حصل لهذه الطفلة المسكينة التي نطلب من الله عز وجل أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها الصبر والسلوان. فهل من مغيث لسكان هذا المدشر؟ وهل من آذان لهؤلاء ” المسؤولين “؟ وهل في قلوب هؤلاء رحمة تجاه المواطنين الذين يئنون تحت أحذيتهم؟ واحسرتاه على المغرب الذي يتحمل فيه مثل هؤلاء المسؤولية!! أغثنا يا صاحب الجلالة الملك محمد السادس فأنتم ملجؤنا بعد الله من هؤلاء!! إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع