عاد شبح الأمراض المعدية والأوبئة الفتاكة الى الظهور مجددا بجماعة بني فغلوم، التابعة لإقليم شفشاون بعدما كان سكان الجماعة مسرحا لانتشار العديد من الأوبئة الفتاكة مثل الليشمانيا والمينانجيت في السنوات الأخيرة الماضية. وهكذا توفي مساء يوم الجمعة 11 يونيو الجاري بإحدى المصحات الخاصة بمدينة تطوان الشاب «ت.ح»، الساكن بدوار التيالين التابع لجماعة بني فغلوم، متأثرا بأعراض leptospirose أو ما يطلق عليه بمرض الفئران الذي يشبه كثيرا في أعراضه داء التهاب السحايا ( المينانجيت). وكان الشاب المتوفي نقل على وجه السرعة مباشرة بعد تدهور حالته الصحية الى المستشفى الاقليمي بشفشاون من طرف عائلته، غير أن الامكانيات التقنية والطبية بهذا المستشفى غير متوفرة لتضطر العائلة الى نقله الى إحدى المصحات الخاصة على نفقتها، غير أنه فارق الحياة بعد ذلك. وقد أثبتت التحليلات المجهرية أن الفقيد أصيب بداء leptospirose عكس ما كان متوقعا من إصابته بالتهاب السحايا. وعلى صعيد آخر، فقد تم إنقاذ حياة طفلة في الثالثة من عمرها من نفس الجماعة بعدما أثبتت الفحوصات الطبية إصابتها بالتهاب السحايا لتخضع للعلاج المبكر، الذي أنقذ حياتها. وحسب مصادر من جماعة بني فغلوم، فإن ظهور هاته الاوبئة القاتلة يعود بالاساس الى غياب الطبيب المسؤول بالمستوصف الصحي التابع للجماعة، حيث تقدم الخدمات الطبية بهذا الأخير فقط من طرف الممرضات والقابلات في غياب شبه تام للطبيب المسؤول، وذلك أمام صمت وتواطؤ مفضوح من طرف المندوب الاقليمي للصحة العمومية بشفشاون.