قالت مصادر من مستودع الأموات بمراكش إن الطفل سعيد الفراسي (5 سنوات) المنحدر من دوار زهرة أولتعمر قرب إيمنتانوت، والذي توفي إثر إصابته بمرض مفاجئ، جرى دفنه يوم 22 أبريل الجاري من قبل جهة مختصة دون أن تحدد هويتها، موضحة أن الأمر يتعلق بإجراء روتيني عندما يتعلق الأمر بمرض خطير معد، لكنه لم يشر إلى نوع المرض، مضيفا أن ذلك من اختصاص المصالح الطبية التي عاينت حالة الوفاة. وأضاف أن قبر الضحية غير معروف وما على العائلة إلا زيارته من أمام المقبرة. من جهتها، لم تستطع العائلة استصدار أي معلومات حول وفاة سعيد وشقيقه حمزة (3 سنوات) الذي جرى دفنه من قبل عائلته، وبقي الموضوع في خانة الغموض الحيرة والتخوف حسب تعبيرهم، فيما ينتظر أن يغادر الأشقاء الأربعة الباقون مستشفى محمد السادس بشيشاوة اليوم الجمعة، بعدما تأجل ذلك لعدة مرات خلال الأسبوع الجاري للاطمئنان أكثر على صحتهم. وعلمت التجديد أن هذه القضية حظيت باهتمام واسع من قبل المصالح الصحية المختصة، إذ زار مندوب الصحة شخصيا الأطفال الأربعة لمتابعة حالتهم الصحية، كما يزورهم يوميا مدير المستشفى، كذلك، زارت لجنة من مصلحة الأوبئة بالإقليم الدوار للوقوف على ملابسات الوفاتين لأجل إعداد تقرير مفصل ينتظر أن يرفع إلى المرصد الجهوي للأوبئة بمدينة مراكش. وكان الشقيقان قد لقيا مصرعها بعد إصابتهما بمرض مفاجئ، فيما يرقد أربعة أشقاء آخرون بمستشفى محمد السادس بشيشاوة نتيجة أعراض المرض ذاتها لأجل تلقي العلاجات الضرورية. كما أن مصالح الأمن كانت قد فتحت تحقيقا في الموضوع حول الوفاتين، وبدأت القصة قبل أسبوعين حين ارتفعت حرارة الطفل حمزة، مما جعل أمه تحمله إلى مستشفى إمينتانوت، فأخبرها الطبيب أن حالته المرضية تستدعي نقله إلى مستشفى مراكش، لكن الطفل مات في حِجر أمه مباشرة بعد خروجها من المستشفى، وقد اقتيدت الأم إلى مخفر الشرطة حيث تم التحقيق معها ثم أطلق سراحها، فيما نقلت الجثة إلى مستودع الأموات بمراكش لتسلم بعدها إلى العائلة لدفنها في اليوم الموالي، وبعد ثلاثة أيام، ظهرت الأعراض ذاتها على الطفل الثاني سعيد الفراسي والذي توفي بالمنزل بعدما لم تنفع معه الأدوية التقليدية التي قدمت له، وبدأت الأعراض المتمثلة في حرارة مترفعة وقيء تصيب الأشقاء الآخرين وهم خديجة (12 سنة)، وكمال (10 سنوات)، ولبنى (8 سنوات)، وهاجر (سنة ونصف)، مما تطلب نقلهم إلى مستشفى محمد السادس بشيشاوة ومنه إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، ولم يتبين أنهم مصابون بمرض خطير، حيث كانت الشكوك تحوم حول مرض المينانجيت، مما أدى إلى إعادتهم إلى مستشفى محمد السادس بشيشاوة.