أجهزت «المينانجيت» في ضواحي تازة على سيدة في الثلاثين من العمر رفقة ابنها ذي ال14 سنة، هذا فيما نقلت ابنتها رفقة طفلة جارة إلى المستشفى الإقليمي ابن باجةبتازة لتلقي العلاجات. وخلف انتشار المرض في منطقة «تازارين»، بقيادة بويبلان بدائرة تاهلة بنواحي تازة، حالة من الرعب وسط سكان هذه المناطق، الذين طالبوا بتوفير «الحماية» لهم من «زحف» هذا المرض القاتل إلى مناطقهم الجبلية النائية، بعدما أفضى إلى موت «فاطمة.ش» وابنها. وسجلت بمنطقة أولاد جامع بضواحي إقليم مولاي يعقوب إصابة 3 أطفال لا تتجاوز أعمارهم ال13 ربيعا. ونقل المصابون إلى المستشفى الإقليمي الغساني بفاس وضرب عليهم طوق طبي إلى حين معالجتهم من المرض. وعمدت المندوبية الجهوية لوزارة الصحة إلى إرسال طاقم طبي لتلقيح تلاميذ المؤسسة العمومية التي يتابع فيها هؤلاء الأطفال المصابون دراستهم، دون أن يُتخذ أي قرار بتعليق الدراسة بهذه المؤسسة. ودفع الحادثُ المندوبَ الإقليمي لوزارة الصحة بتازة إلى تنظيم «رحلة» لزيارة هذه المناطق، و«تفقد» الأحوال الصحية لساكنة دوار «بولبيب» الذي تقول المصادر إن أعراض الإصابة ب«التهاب السحايا» تنتشر فيه. واستغل نشطاء حقوق الإنسان «فرصة» ظهور هذا المرض الخطير بمنطقتهم لتوجيه انتقادات إلى وزارة الصحة ب«إهمال» المنطقة. ولاحظت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجود نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات الصحية ببلدة تاهلة والمناطق القروية المحيطة بها. وأجرى الفريق الطبي، الذي رافق المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتازة في هذه الرحلة عبر طرق صعبة بعضها شبه معبد، تحاليل على عدد من المشكوك في إصابتهم بهذا المرض في منطقة يقطن بها ما يقرب من 4 آلاف نسمة ولا تتوفر إلا على مركز صحي «يتيم»، لا يزوره الطبيب «المشرف» إلا مرة واحدة في الأسبوع. وحاول مسؤول قطاع الصحة بالإقليم «استغلال» رحلته ل«الدعاية» لمجهودات وزارة الصحة وما تقوم به لمكافحة أمراض معدية ك«المينانجيت والأنفلونزا»، وهو ما أثار غضب حقوقيي المنطقة الذين قالوا إنهم سيتخذون مبادرات ل«مسح» هذه «الحملة». وستجمع الفعاليات الحقوقية بتاهلة «إمكانياتها» لتنظيم زيارة جماعية ل«مواساة» ساكنة هذه المناطق الجبلية التي تبعد عن مركز تاهلة بحوالي 30 كلم. وقد سبق لطفلة، لا يتجاوز عمرها 4 سنوات بإحدى مؤسسات الحضانة الخصوصية بفاس، أن أصيبت بالمرض. وقررت إدارة وزارة الصحة تلقيح ما يقرب من 22 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات يتابعون دراستهم مع الطفلة المصابة، دون أن يفرض على هذه الأخيرة أي حجر صحي، ودون أن يتقرر تعليق الدراسة بهذه المؤسسة التعليمية. ويصنف «المينانجيت» ضمن الأمراض القاتلة، وهو يعد كذلك من الأمراض المعدية. ويصيب السحايا المحيطة بالغلاف الواقي للدماغ وكذا النخاع الشوكي. ويقول الأطباء إن أعراضه تتجلى في ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والإحساس بآلام حادة في الرأس والتقيؤ وتصلب الرقبة. ومن شأن حدة الإصابة أن تدخل المريض في حالة فقدان للذاكرة، ثم الوفاة.