إنسان العصر أصبح يشكو من كلّ شيء، من وجوده، من نفسه، من أهله، وأقاربه، وذويه، وأولاده، وأصدقائه، وخلاّنه، وأساتذته، ومُعلّميه، ومَعارفه، وجيرانه، ومن العاملين معه، إنه يشكو من ارتفاع الضرائب، وغلوّ الغرامات، وغلاء المعيشة، وضآلة الأجور، وتفشّي البطالة، واستفحال العطالة، ومن سياسة الحكومات الهشّة التي تترى أمامه ، ومن مواقف المعارضة السلبية، وتذبذب الأحزاب السياسية المنبطحة في بلده، إنه يشكو من السّائقين، ومن المارّة، والرّاجلين، يشكو من الاكتظاظ، والازدحام، من الضوضاء، والغوغاء، ومن الصّخب، واللّجب، والدّأب، ومن منبّهات السيّارات المُزعجة ، وضجيج القطارات السريعة التي تسابق الرّيح ، ومن هدير الطائرات، وزئير الدبابات، إنّه يشكو من حالات الطقس، من غضب الطبيعة وكوارثها، وأعاصيرها التي تعصف به وبأولاده وأقربائه و ببني جلدته ،يشكو من الفيضانات المدمّرة، من هبوب الرّياح العاتية ، وحرّالصّيف القائظ ، وعوامل التصحّر، والجفاف، والتحاتّ، ومن زمهرير الشتاء، وحساسيات فصل الرّبيع، وشحوب الخريف، يشكو من شدّة الحرّ، وقساوة القرّ، من نزلات البّرد التي تعصف به، وتقضّ مضجعَه،وتقصم ظهرَه، من رطوبة الجوّ وتقلّباته، ومن النّاس أجمعين، فكأنّما كلّ شيء في هذا الفضاء المترامي الأطراف الذي نطلق عليه جزافاً واعتباطاً "الوطن" بات يبعث على الشكوى والتذمّروالأنين.! الإنسان سيزيفيّ النزعة الإنسان غالباً ما يغالط نفسَه، ويخادعها، فقد تلتقي صدفةً بصديقٍ لك في أيّ بلدٍ أو سواه وما أن تسأل عنه، وعن صحّته، وعن لونه، وأحواله حتى يبادرك بالقول دون تفكير أو رويّة منه أنه وعشيرته على خير ما يرام، ( لا باس) في حين أنّهم قد يكونوا غارقين في بؤسٍ، وحزن، وهمومٍ، وأسىً ليس له قرار ...! وإذا عاد الواحد منهم إلى بيته في المساء، يؤوب وقد شحن رأسَه بالعديد من الأفكار، والأقوال والمفاجآت، والمعايشات، والمشاكسات، والمناوشات، والمنغّصات التي مرّت به طوال اليوم، لابدّ أنه يظلّ يشعر بضيقٍ ما لم يركن إلى جوار أحد. أقاربه،أومعارفه،أوذويه ليملي عليه شريط أحداث يومه التي تعاقبت عليه ،كثيراً ما يتبادر إلى أذهاننا في حياتنا اليوميّة المتواترة التساؤل التالي: هل أصبح الإنسانُ في العصر الحاضر مخلوقاً حزيناً، شاكياً، باكياً، شقيّاً، متذمّراً، سيزيفيَّ النّزعة بطبعه..؟ الجواب هو بدون تردّد: أجلّ هذه حقيقة لا مِراء فيها ولا يمكن نكرانها، كلّ منّا أمسىَ اليوم يشعر بهذه الشكوىَ في قرارة نفسه، ويلمسها في الآخرين، نظراً للظروف الصّعبة، والمشاكل المُستعصية، والقلاقل الوخيمة،والمستجدّات الخطيرة التي أضحى يتخبّط فيها في زمننا هذا الكئيب. الضّغط يولّد الانفجار! ثمّ ماذا يفيد الإنسان من أيّ عِرقٍ كان من شكواه..؟ في ظاهر الأمر يبدو أنه لا يفيد طائلاً يُذكر، وهو إنما يقوم " بعملية التنفيس عن النفس" ، وكلٌّ منّا مهما كانت مكانته، وملكاته، وقدْراته العقلية أو النفسية لا يستطيع أن يكبح في قرارة نفسه هذه الرّغبة الجامحة، والغامضة، التي لا يمكن نكرانها، فالضّغط يولّد الانفجار كما يُقال. وكلّ إنسان يريد أن يحكي، ويشتكي، وما على الآخرين إلاّ الإنصات أو الإصغاء، وعليهم كذلك مقاسمته مشاعرَه، ومشاركته معاناته، ومشاطرته أشجانَه، وذلك حتّى يحافظ على توازنه وثباته، وسلامته النفسية، والعقلية في آنٍ واحد. وما هؤلاء المساكين الذين يُوسَمُون بالحمقىَ، أوهؤلاء الذين بهم مسّ من الجنون إلاّ أناس لم يوفّقوا في العثور على مَنْ يُصغي إليهم أو إلى شكواهم، وأنّاتهم، وآهاتهم فخلقوا لهم من أنفسهم شخصياتٍ ثانوية، أو مزدوجة جعلوا لهم منها أصدقاءَ وهمييّن، أوافتراضيّين، لذا تراهم في كلّ حين يتحادثون، ويتحاورون، ويتهامسون، ويتشاورون، ويفكّرون بصوت جهوريّ عالٍ وحدهم أو مع ذواتهم، وقد أوجدوا لها "عالماً خاصّا" بهم يأسَف له وعليه "العقلاء"، أمّا هم فلا أحد يدري ما هو شعورهم الحقيقيّ تجاهه. الإنسان اجتماعيّ بطبعه! كان أرسطو يقول إنّ الإنسان على وجه العموم "مدني بطبعه "، وكان ابن خلدون يقول إنّ الإنسان "اجتماعيّ بطبعه" يحبّ التجمّع، والحضارة، والعمران، والاِختلاط، وإعمار المدن والحواضر، ويمقت العزلة، والتهميش، والبعاد عن النّاس، ومن ثمّ ظهرت التجمّعات البشرية، ونشأت الضّيَع، والقرىَ، والمداشر، والعشائر، والأسواق، والمواسم، والمدن، والحواضر الكبرى، هذه حقيقة لا مراء فيها، ولكنّها قد تغيب عن كثيرين منّا فيعرّضون أنفسَهم لمخاطر قد تعود عليهم بما لا يُحمَد عقباه. فعلى الرّغم ممّا يسود (المدنية) في عالمنا من نفاق، وريّاء، وتفاوت، وتعنّت، ومداهنة، ومصانعة، وتناقضات، وفروق، ومخاطر، وشرور، وويلات فإنّها مع ذلك تسهم بشكل أو بآخر في إزاحة ستائر الاستلاب الذي يحجب الواحد منّا عن الآخر، هذا التجمّع والاتصال لابدّ أنّهما يخفّفان عن المرء وطأةَ الشّعور بالمأساة، وفداحة الإحساس بالقلق والحيرة، لذا نراه يحاول بشتّى الطرق، وبمختلف الوسائل تجنّب ذلك وتفاديه، والاندماج في كلّ ما من شأنه أن يُقصي عنه شبحَ هذه العزلة القاتلة، والوحدة المميتة، والاضطرابات النفسية كمصاحبة الأصدقاء، ومخالطة الخلاّن، والمشاركة في مختلف الأنشطة، والتظاهرات، والمنتديات، والملتقيات، والاحتفاليات، ويتردّد على النوادي، ويرتاد الملاعبَ، وينخرط في الجمعيات، كما أنّ هناك من يفضل أن يؤمّ المقاهي للعب النرد، أوالطاولة، أوالورق، وما أكثرها في عالمنا العربي ّ . الزواج .. وما " الزّواج" في آخر المطاف إلاّ فرار من العزلة الخانقة، والبحث عن العِشرة، والمعاشرة، والأنس والمؤانسة، والاختلاط مع الآخر، ومعنى الكلمة اللغوي يؤكّد جوهرَه، فقد جاء هذا المعنى مفصّلاً بإفاضة في معظم المعاجم العربية. فكلّ واحد من الزّوجين أَيضاً يسمّى زَوْجاً، ويقال: هما زَوْجان للاِثنيْن وهما زَوْجٌ، كما يقال: هما سِيَّانِ وهما سَواءٌ؛ والزَّوْجُ هو الفَرْدُ الذي له قَرِين. والزّوج أو جُوجْ (بعد أن قُلبت الزّاي جيماً) يعنى في العاميّة المغاربية (اِثنان )، وعلى الحدود البرّيّة الشرقية المغربية الجزائرية مكان أو مَوْضِع معروف يسمّى (جُوجْ بغال) (أيّ بغلان) وهو محلُّ تندّرٍ وسخرية من طرف مواطني البلدين الشقيقين، في حين يعبّر إخواننا المشارقة عن "جوج" بكلمة (اثنان، أواتنين، أو ثنتيْن)، وللمطربة المصرية الدلّوعة "شادية" أغنية مشهورة غنتها فى فيلم " ليلة الحنّة" تقول فيها: واحد إتنين،واحد إتنين .. أنا ويّاك يا حبيب العِين ..! أنطون تشيخوف وأشقياؤه للكاتب الرّوسي الذّائع الصّيت أنطون تشيخوف أقصوصة بعنوان "الشّقاء" ، تصوّر حالنا وحالة كلّ مَنْ هو في حاجةٍ ماسّة وملحّة إلى الشكوىَ، والمشاركة، والإفصاح، والتنفيس عن النّفس تصويراً دقيقاً تكاد تنفرد به بين باقي الآداب العالميّة. ف" أيّونا بابتوف " رجل مسنّ يسوق مركبة تجرّها مهرتُه الهزيلة الهرمة، فقد إبنه منذ أسبوع وهو يظلّ يجُوب شوارع المدينة الكبرى المترامية الأطراف، ويقطعها شرقاّ وغرباً وفي كلّ إتّجاه، ينقل الناسَ في مركبته من مكانٍ إلى آخر ليمنحوه نظير ذلك ما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكنّ المسألة ليست هنا، فأيّونا، يقول: كان من المفروض أن يكون اِبني هو الذي يسوق هذه الزحّافة، ويعمل لا أنا. ولكنّ المرض الفتّاك عجّل برحيله ، هذه أيضاً ليست هي المشكلة..! معضلته الحقيقية التي تؤرقه، وتعذّبه، وتضنيه كونه يريد أن ينقل هذا الخبر، أو بالأحرى هذه الشكوى إلى أحد، أيّ أنه يبحث عمّن يقاسمه محنته، ويشاركه مأساته، ويشاطره معاناته، ويخفّف عنه الآلام التي أخذت منه كلّ مأخذ، والتعب، والإنهاك اللذين يهدّان كيانَه، ويصغي إلى شكواه... فيظلّ الوقت بطوله يبحث، ويحاول الكلام أو التحدّث إلى أحد، ولكن لا أحد يريد أن يُصغي إليه، الكلّ يعرض عنه، ويوليه ظهره، وينصرف لحال سبيله، أو إلى عمله، ولهوه، وغيّه، ومجونه، ومروقه، ومشاغله، وإنْ هو في نظر الجميع إلّا عجوز أبله ثرثار...ففى كلّ مرّةٍ كان يحاول فيها تحقيق رغبته كان يخفق في مسعاه، حتى انه كان ينقص من أجرة بعض الركّاب أحيانا رغم احتياجه للمال مقابل التعاطف معه والإصغاء لحالته وأزمته، فالركّاب اللذين ينقلهم من مكان إلى آخ دائماً هم مشغولون بأمورهم، إنّهم يضحكون، يقهقهون، يصيحون، يمرحون،يصرخون، يتهكّمون، يزدرون، يعربدون،ويسخرون ولا يولونه أدنى إكتراث، وكانت كلماته فى كلّ مرّة تطير أدراج الرّياح، وتضيع في غياهب الليل البهيم، وهو يتحدث عن شفق المساء وظلمة الليل البهيم التي تقود إلى الموت،وكان وكأنه يموت عطشاً وظمأ ويريد أن يشرب ويرتوي –كما يرمز إلى ذلك تشيخوف فى هذه الاقصوصة التي تنتمي للأدب الواقعي – وحينما يعود إلى البيت في آخر الليل مرهق الجسم، خائرالقوى، وقد أخذ التعب منه منتهاه، وبينما كانت مُهرته الهزيلة قد طفقت تأكل، وتقضم كومةً من التّين الجافّ في هدوء جلس إلى جانبها، مطأطئ الرأس، منهوك القوى، وحكى لها أوعليها الحكاية كلّها، وهي تُصغي إليه بإهتمام بالغ بعد أن أدارت عينيْها الواسعتيْن نحوه دون أن تحرّك رأسَها...! تشيخوف في هذه الأقصوصة كأنّه يريد أن يقول لنا: أنْ لابدّ للإنسان أن يشكو، أو يشتكي، وأن يقاسم الآخرين معاناته، وآلامَه، ومآسيه..!. وتصوّر لنا هذه الأقصوصة كذلك مقدارَ الخطورة التي تنطوي عليه هذه المسألة، فإبلاغ الآخرين أفراحَنا، وأتراحَنا، ومشاكلنا، ورغباتنا، ومسرّاتنا، وآلامنا، وأحزاننا، وتخوّفاتنا، ومعاناتنا، ومشاغلنا أمر لا مندوحة لنا عنه. فيكتُور هُوغُو وبؤساؤه أمّا الرّوائي الفرنسي المعروف "فيكتو هوغو" صاحب رواية "البؤساء" التي طبّقت شهرتها الآفاق، فقد عبّر عن هذه المشاعر الدفينة في الإنسان في عصره، وفى العصور التي تلته، فبالإضافة إلى ما جاء في روايته الآنفة الذكر، فقد عبّر عن ذلك صراحةً كذلك، وبلغة تقريريّة مباشرة إلاّ أنّها لغة لا تخلو من جمالية، وروعة، وإبداع فريد ضمن خطاب شهير كان قد ألقاه حول (البؤس، والبؤساء) في الجمعية التشريعية الفرنسية، وهي المؤسّسة الشرعيّة التي حلّت محلَّ البرلمان الفرنسي بعد حلّه، في 9 يوليو 1849 وكأنه خطيب مصقع مفوّه في عصرنا يخاطب قومَه من أعلى أيّ منبر برلماني عربي أو سواه فيقول في هذا الخطاب المبطّن بفيضٍ هائلٍ من السّخرية، والتهكّم والإزدراء: " أنا، أيّها السّادة، لست ممّن يعتقدون أّنه بالإمكان إزالة الألم من هذا العالم، فالوجع قانون إلهيّ. ولكّنني من بين الذين يعتقدون ويؤّكدون أّنه يمكننا القضاء على البؤس جيدًا، أيها الّسادة، أّنا لا أقول التخفيف منه، ولا التقليل، ولا حصرَه، ولا الحدّ منه. (وإّنما) أقول القضاء عليه. إنّ البؤس هو مرض (أصاب) الجسدَ الاجتماعّي فى عصرنا تمامًا مثل الجذام، والأمراض التي كانت تصيب الجسدَ الإنسانّي. فالبؤس يمكن أن يختفي مثلما إختفى الجذام. القضاء على البؤس نعم، هذا ممكن! وعلى المشرّعين والحكّام أن يفكّرُوا فيه دون هوادة. ففي قضيةٍ كهذه، بقدر ما لا يكون الفعل هو الممكن، فإنّ الواجب يظلّ منقوصًا" . ومن الوقائع المؤلمة والمُؤسفة التي تلاها صاحب البؤساء في هذا الخطاب: ".. هذه الأيام الأخيرة، (ثمة) أديب، يا إلهي، أديب شقيّ، فالبؤس يصيب المهن الليبرالية بقدر ما يصيب المهن اليدوية، أجل (ثمة) أديب بائس شقيّ مات جوعًا، مات بسبب الجُوع فعلًا. وقد علمنا، بعد موته، أنّه لم يأكل منذ ستّة أيام. هل تريدون شيئًا آخرَ أشدَّ إيلامًا..؟ خلال الشّهر الفارط، وخلال تفاقم انتشار وباء الكوليرا، وجدنا أمّاً وأطفالها الأربعة يبحثون عن طعام لهم في المزابل...وو". الكاتب الفرنسي الشهير ، وكأنّي به يخاطب عالمنا العربي إذ ما أكثر المصائب، والويلات، والإذلال، والأهوال التي أصبحنا نعاني منها في عصرنا ممّا ذكر، فقد وضع أصبعَه على مكمن الدّاء، فالبّؤس عنده هو " أمّ الرّذائل" ، وإلاّ لما وضع رواية ضربت شهرتها الأطناب بنفس العنوان: " البؤساء" ! أو بمعنى آخر لقد عرف هوغو أين تولد الشّكوى فى حياتنا اليومية في زمنه، وفي زمننا هذا الرّديئ والكئيب ..! أيُّ الناسِ تصفُو مشاربُه ؟! ولا يبقى لنا في آخر المطاف سوى الرجوع الى تاريخنا الخالد، وماضينا التالد فما أعظم زهوَنا بهما، إليهما نعود دائماً عندما تشتدّ بنا الشدائد لنستخرج ونستخلص منهما العبرَوالنصائح والحِكم التي يحفل بها تراثنا المجيد لنتمعّن أقواله المأثورة ،وأمثاله السّائرة التي تقول: لا تتحرّجوا، ولا تضطربوا، ولا تُبدُوا صدوداً، ولا نفوراً، أو عُبوساً إذا قصدكم صديق، وقد أثقلتْ كاهله الهمُوم، وناءت بظهره الأحزان، وهدّ كلكله العياء، واسودّت الدّنيا في عينيه،وكأنه يحمل فوق كتفه صخرة سيزيف الأسطورية المضنية الثقيلة، بل أصغُوا إليه، وقاسموه شكواه، وشاركوه همومَه، وشاطروه مآسيه، وخفّفوا عنه معاناته، وإجعلوا من أنفسكم ملاذاً آمناً مطمئنّاً له، ومن صدُوركم مأوىً مريحاً لآهاته، وأحزانه، وأتراحه، فقلّما نجد في عالمنا العربي، والأمازيغي ومن كلّ الأعراق، والأجناس، والإثنيات مَنْ لا يشكو، أو يشتكي، وقلّما نعثر في دنيانا على مَنْ (صَفَتْ مَشَارِبُه)، فى هذه الحياة فكلّنا من مناهل، ومن مَشارب (القَذَى) ننهل كلّ يوم أكواباً، و نترع أكؤساً، ونحتسي أوانيَ من بالمرارة، والمضض، والحنظل، يتفاوت طعمه، ويتباين ذوقه عند كلّ منّا من بلدٍ إلى آخر، ولحظة الفَرَج أو الانفراج بالنسبة لنا، ولبني طينتنا، تلك التي تتهيّأ لنا فيها فرصة إبلاغ أو إفراغ أو تقاسم ما في صدورنا، وأجوافنا من آلام، أو أنين، أوعتاب، أو شكوى وما أكثرها عندنا.. وصدق شاعرنا البصير– الضرير بشّار ابن بُرد عندما قال: إذا أنت لم تشرب مراراً على القذىَ/ ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفُو مشاربُهْ ! كاتب وباحث ومترجم من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية الأمريكية للآداب والعلوم بوغوطا كولومبيا.