انقلبت شاحنة عملاقة أخرى وهي محملة بأطنان من الحجارة، في الطريق الساحلي الرئيسي الرابط بين طنجة وسبتة. وانقلبت الشاحنة عندما خرجت من الطريق المؤدي إلى مقالع «ثلاثاء تغرامت»، حيث سارت لبضع كيلومترات في الطريق الرئيسي ما بين ميناء طنجة المتوسطي وتطوان، لتنقلب فجأة على قارعة الطريق. وهذا هو الحادث الثالث لانقلاب شاحنة عملاقة محملة بالأحجار في أقل من عشرة أيام، حيث إن شاحنتين انقلبتا من قبل في نفس الطريق، وانقلبت إحداهما مباشرة فوق منزل صغير على حافة الطريق، حيث دمرت جزءا من المنزل، وهو غرفة النوم. وعلى الرغم من أن الحادثة لم تخلف ضحايا في الأرواح هذه المرة، إلا أنها أعادت إلى الواجهة العشرات من حوادث السير القاتلة، التي عرفتها المنطقة من قبل، ولم تستطع سلطات المنطقة الحد منها، رغم عشرات الشكايات التي وجهها السكان إلى السلطات، وعلى رأسها عامل عمالة الفحص أنجرة، محمد بنريباك، الذي يبدو عاجزا تماما عن التحرك أمام نفوذ لوبي قوي للشاحنات يتمرد على كل القوانين. وكان أصحاب هذه الشاحنات قد رفضوا من قبل المرور عبر طريق مخصص لها يمر مباشرة من المقالع إلى ميناء طنجة المتوسط والمشاريع المرتبطة به، ومقابل ذلك صاروا يمرون من الطريق الساحلي الرئيسي الرابط بين طنجة وسبتة. وعلى الرغم من أن شق وتوسعة هذه الطريق كلفت ميزانية ضخمة من جيوب السكان، إلا أنها بدأت حاليا تتشقق بفعل المرور المكثف للشاحنات العملاقة منها، والتي تحمل كميات هائلة من الحجارة. ويشير السكان بأصابع الاتهام إلى عدد من حواجز الدرك، التي لا تتصرف بالحزم المطلوب مع أصحاب هذه الشاحنات، حيث يقول السكان إن أصحابها هم من ضمن لوبي قوي يستغل خيرات المنطقة ويدمر طبيعتها وبنيتها التحتية.