تبحث السلطات الفرنسية، يوم الأربعاء، عن ناجين وتُسارع لتوزيع المساعدات بينما تسعى لتقييم الحجم الكامل للدمار الناجم عن الإعصار "شيدو" في أرخبيل مايوت الفرنسي الواقع في المحيط الهندي، بعد أول ليلة شهدت فرض حظر للتجول. وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "سيكون في مايوت الخميس"، فيما حذّر مسؤولون من تسجيل مئات، إن لم يكن آلاف، القتلى جراء الإعصار الأكثر تدميرًا الذي تشهده المنطقة منذ 90 عامًا. ولا يزال تقييم الحجم الحقيقي للكارثة جاريًا، في وقت يسابق عناصر الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين بين أنقاض المناطق العشوائية في العاصمة مامودزو، ولفتح الطرقات وإزالة الركام والأشجار التي سقطت. الإعصار "شيدو"، الذي ضرب مايوت السبت قبل أن يتجه نحو موزمبيق، يُعدّ الأحدث ضمن سلسلة أعاصير يشهدها العالم نتيجة تأثيرات التغير المناخي. ويشير خبراء إلى أن ارتفاع درجات حرارة المحيط الهندي يزيد من حدة العواصف الموسمية وشدة الرياح. تم فرض حظر للتجول من الساعة العاشرة مساءً حتى الرابعة صباحًا (19:00 ت غ حتى 01:00 ت غ) كإجراء احترازي لمنع وقوع عمليات نهب. وأظهرت حصيلة أولية صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية مقتل 22 شخصًا وإصابة 1373 بجروح، لكن المسؤولين يخشون ارتفاع هذه الحصيلة بشكل كبير. وقال وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي زار مايوت الاثنين، في حديث لشبكة "بي إف إم تي في": "ما أخشاه هو أن تكون الحصيلة كبيرة جدًا"، متحدثًا عن "أضرار جسيمة". أما رئيس الوزراء، برونو بايرو، فقال في منشور على منصة "إكس": "لم أرَ قط كارثة بهذا الحجم على التراب الوطني". وأضاف: "أفكر في الأطفال الذين جُرفت منازلهم ودُمرت مدارسهم بالكامل تقريبًا". تُعدّ مايوت، الواقعة قبالة جنوب شرق إفريقيا قرب مدغشقر، المنطقة الفرنسية الأكثر فقرًا. ويعيش حوالي ثلث سكان الأرخبيل، ومعظمهم من المسلمين، في مساكن عشوائية لا توفر حماية كبيرة من العواصف.