تعيش منطقة ثلاثاء «تغْرامت» بعمالة فحص أنجرة في طنجة، توترا وصفه السكان ب«الخطير»، بعد احتجاجات ضد المقالع في المنطقة، وهي الاحتجاجات التي واجهتها السلطات ب«فظاظة». وقال سكان في «تغْرامت»، التي تعرف نموا خطيرا لمقالع الحجارة، إنهم عبّروا عن احتجاجاتهم بطريقة سلمية، غير أنهم وُوجهوا بطريقة مهينة»، واتهموا قائد المنطقة باستعمال «شتائم بذيئة وألفاظ جارحة» وبأنه وجّه لهم إهانات وهدّدهم بالاعتقال إذا لم يوقفوا احتجاجاتهم. وكان سكان تغرامت قد وجَّهُوا من قبل عددا كبيرا من الشكايات لكل الجهات المعنية من أجل إشعارهم بالأخطار الكبيرة التي تشكّلها المقالع على المنطقة وعلى سكانها، كما نظموا، سابقا، عشرات الوقفات الاحتجاجية، التي ووجهت، في غالبها، بتدخلات عنيفة. وجاءت احتجاجات سكان «ثلاثاء تغرامت» بعد استفحال ما سموه «السّيبة الكبيرة لعدد كبير من المقالع في منطقتهم وتدمير خطير للبيئة ونمط عيش السكان، إضافة إلى الطريق المريبة التي يتم اتباعها في رصد مداخيل هذه المقالع». ووجَّه السكان، أيضا، اتهامات مباشرة لرئيس الجماعة السلالية لمنطقة تغرامت وقالوا إنه «متواطئ مع لوبي المقالع في المنطقة». وكانت شكاوى توصلت بها وزارة الداخلية وعمالة فحص أنجرة تطالب بعزل فوريّ لرئيس الجماعة السلالية، الذي وجه له السكان اتهامات خطيرة، غير أنه لم يكن لتلك الشكاوى أي مفعول، وهو ما يرده السكان إلى «الضغط الذي يمارسه لوبي المقالع». وحاولت «المساء» الاتصال بعمالة فحص أنجرة، غير أن موظفا في العمالة كان يرد باستمرار بأن المسؤولين في اجتماع وأنهم سيتصلون حالما يُنهُونَ اجتماعهم، غير أن ذلك لم يتم. كما حاولت «المساء» الاتصال برئيس المجلس الإقليمي لعمالة فحص أنجرة، مصطفى الهرّوس، غير أن هاتفه كان يرن دون رد. ويقول السكان إنه «لا يعقل أن تقام في المنطقة مشاريع اقتصادية عملاقة، على رأسها الميناء المتوسطي، الذي بُني بحجارة أراضيهم وجبالهم، بينما هم مُهمَّشون ويعانون مختلف الأمراض وتنقرض بيئتهم وتُباد غاباتهم وماشيتهم وتتسمم مياههم الجوفية». وقالت النائبة البرلمانية عن منطقة فحص أنجرة، سعاد بولعيش، إن «ما يجري في المنطقة خطير وإنه ينبغي للحكومة أن تتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها ولإنصاف السكان». وأشارت بولعيش إلى الشكاوى التي يبعثها السكان للمسوؤلين، ظلت بدون رد، وقالت إن «هناك أمورا على قدْر كبير من الخطورة في المنطقة، تتعلق بالأضرار الرهيبة للمقالع على السكان وعلى حياتهم، وعلى البيئة المحيطة بهم». وأضافت بولعيش أن هناك جانبا مظلما آخر من عمل هذه المقالع، يتعلق ب«التصريحات بالأرباح التي يتم الإدلاء بها، حيث إن هناك تفاوتا خطيرا بين طريقة العمل، التي تؤكد وجود أرباح كبيرة، وبين الأرقام التي يدلي بها أصحاب هذه المقالع، وهي مبالغ زهيدة جدا».