أثار مقتل طفلة في السابعة من العمر في قرية ثلاثاء تاغرامت بنواحي القصر الصغير استياء كبيرا لدى مئات من سكان المنطقة الذين حاصروا الطريق التي تمر منها «شاحنات الموت» وطالبوا السلطات بوضع حد فوري لما سموه «حماقات السائقين». وتجمع عدد كبير من السكان في الطريق التي تربط ثلاثاء تاغرامت بطريق ميناء طنجة المتوسطي، ووجهوا انتقادات لاذعة إلى السلطات وإلى برلمانيي ومستشاري المنطقة ومسؤولي ميناء طنجة المتوسط. وكانت الطفلة خديجة الدبدي فريشي لقيت حتفها عندما انقلبت فوقها شاحنة عملاقة تنقل الأحجار ما بين مقالع منطقة تاغرامت وميناء طنجة المتوسط قرب بلدة القصر الصغير داخل ساحة مدرسة البلدة. وقال شهود عيان إن الشاحنة التي كانت ممتلئة بالحجارة كان سائقها يقودها بسرعة مفرطة حوالي العاشرة والنصف من صباح أول أمس الأربعاء، فانقلبت داخل ساحة مدرسة ابتدائية في تاغرامت وقتلت على الفور تلميذة كانت في الساحة، فيما نجا بأعجوبة عشرات التلاميذ الآخرين الذين كانوا في نفس المكان، والذين أفلتوا من المجزرة بعد هروبهم في الوقت المناسب. وقال أستاذ في المدرسة إنه لاحظ أن الشاحنة الكبيرة تتجه بسرعة مفرطة نحو ساحة المدرسة، فنبّه التلاميذ من أجل الهرب، غير أن الحظ لم يسعف الطفلة خديجة التي تحولت إلى كتلة من اللحم في ثوان معدودة. وظلت الفتاة الضحية لعدة ساعات تحت ضغط الشاحنة العملاقة في غياب أية وسيلة إنقاذ، بينما حضر أفراد الدرك الموجودين في سرية القصر الصغير. وهذه الضحية هي الخامسة في بضعة أشهر، حيث سبق أن لقي سكان آخرون حتفهم في المنطقة، بسبب السرعة المفرطة لهذه الشاحنات. وقد سبق أن دهس سائق إحدى شاحنات طنجة المتوسطي شيخا من منطقة دار فوال في السبعين من عمره وحوله إلى أشلاء قبل بضعة أسابيع. وكان السكان وجهوا أكثر من 30 شكاية إلى مسؤولي طنجة وتطوان ووجهوا شكاوى إلى مسؤولين في الرباط العاصمة، وكتبوا شعارات احتجاج ضد تصرفات سائقي الشاحنات، غير أن سائقي الشاحنات يتصرفون، وفق شهادات السكان، بحقد كبير تجاه سكان المنطقة، وسبق أن حطموا علامات تشير إلى منع مرور الشاحنات، من دون أن تتحرك السلطة أو الدرك الموجود في المنطقة. وقال عبد الله دبدي فريشي، والد الضحية خديجة، في تصريح ل»المساء»، إن كل الشكايات التي تم توجيهها إلى المسؤولين لم تأت بأية نتيجة، وأن سكان المنطقة ظلوا يحذرون باستمرار من كارثة. ويقول سكان ثلاثاء تاغرامت إن الدرك الملكي في المنطقة يتصرف بتساهل مع هذه الشاحنات، وأن سائقيها لا يتعرضون إلى عقوبات أو غرامات، كما أن أغلبها في وضعية متهالكة وتشكل خطرا حقيقيا على السكان وتسببت في خسائر كبيرة في الحقول وتصدعت بسببها الكثير من المنازل. ووفق شهود عيان فإن السكان سبق أن وجهوا شكايات وتظلمات إلى برلماني المنطقة محمد الهيشو السعدي، من دون أية نتيجة، كما أن سائقي هذه الشاحنات يمرون بسرعة مفرطة أمام مقر القيادة والجماعة من دون أن يستطيع مسؤولو المنطقة ردعهم.