شيع بعد صلاة عصر يوم الخميس 15 يناير 2009، بالجماعة القروية تاغرامت (إقليمالفحص أنجرة - ولاية طنجة تطوان)، جثمان التلميذة الراحلة "خديجة الدبدي الفريشي" ضحية الشاحنة المفترسة، إلى مثواها الأخير، في موكب جنائزي كبير. الحادثة وقعت صباح يوم الأربعاء حوالي الساعة العاشرة، عندما فقد سائق شاحنة لنق الأحجار من المقلع القريب من المنطقة، السيطرة عليها ليخترق سور المدرسة المركزية للجماعة القروية تاغرامت، ليحول جسد الطفلة خديجة ذات السبع سنوات إلى أشلاء متناثرة وسط ساحة المدرسة. وفي تصريح له لمجلة طنجة نيوز، أكد مدير المدرسة الابتدائية تاغرامت، على أن مسؤولية الحادث تعود أولا إلى عدم احترام الشاحنات لعلامة "ممنوع المرور" الموجودة في بداية الطريق المؤدية إلى الجماعة، وإلى موقع المدرسة القريب من المقالع والمتواجدة في منعرج حاد ثانيا. ومن جهة أخرى، فإن مرور الشاحنات المتوالي يسبب ضجيجا يشتت انتباه التلاميذ عن الدرس جراء اهتزاز النوافد. كما عبر عن حزنه الشديد لفقدان واحدة من أبناء المدرسة، حيث كانت الضحية تتابع دراستها بالقسم الثاني من التعليم الابتدائي. وبعد انتقالنا إلى منزل أسرة الضحية، أكدت لنا أم خديجة، أنها لاتنتظر تعويضا ماديا عن رحيل ابنتها، بل هي تطالب بإنقاذ أرواح أبنائها السبعة وكل سكان جماعة تاغرامت، من خطر الموت الذي يتابعهم يوميا بسبب تهور سائقي الشاحنات والسرعة المفرطة. كما تطالب بالتدخل العاجل لإيقاف مرور الآلاف من الشاحنات يوميا من طريق تاغرامت التي سبق أن جاء قرار بوضع علامة "ممنوع المرور" بعد شكاية من ساكنة الجماعة. أب الضحية، السيد عبد الله، اكتفى بقوله أن ابنته خديجة ماتت شهيدة، كما طالب الحضور بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا غزة وعلى روح ابنته. وقد أعرب الأطفال عن استيائهم وذعرهم جراءة الحادث الذي وقع لصديقتهم خديجة وقبلها صديقهم الذي بترت رجلاه إثر حادثة تسببت فيها إحدى شاحنة بالقرب من منزله، مما خلف في نفسيتهم الخوف من مغادرة منازلهم... خطر آخر يهدد أطفال تاغرامت، وهو مرض "الربو"، الناتج عن الغبار المتصاعد من مقالع الأحجار القريبة جدا من منازلهم، كما أكد لنا العديد من ساكنة الجماعة، أن العديد من أطفالهم مصابون بهذا المرض. وقد نظمت صباح يوم الخميس، وقفة احتجاجية بالمدرسة، حيث ندد أباء وأمهات التلاميذ بالخدر الذي يهدد أبنائهم يوميا. كما طالبت جمعية الآباء –حسب بيان توصلت مجلة طنجة نيوز بنسخة منه- بما يلي: 1 - إصلاح الطريق. 2 – إصلاح مركز الجماعة. 3 – إعادة توطين المدرسة بموقع آخر أكثر أمانا، وأكثر ملائمة للتدريس. 4 – تخصيص حارس ومنظف للمدرسة. 5 – إصلاح أوضاع التعليم الإعدادي ببناء داخلية أو دار للطلاب. 6 – توفير النقل المدرسي للأساتذة والتلاميذ غير الممنوحين. ويبقى السؤال مطروحا، هل المسئولون بكل من وزارة الصحة، وزارة النقل ووزارة التعليم لهم علم بالأوضاع الصعبة بجماعة تاغرامت؟؟؟