كشفت مصادر مهنية ل»المساء» أن أغلب فنادق مراكش تعيش على وقع انتظاري لأفواج سياحية قد تملأ الغرف خلال الثلث الأخير من شهر دجنبر، بعد شهور وأسابيع من الركود على مستوى نسب الملء، وأن هذه المؤشرات أصبحت تنذر بأزمة سياحية عميقة مرتبطة أساسا بواقع الأزمة الاقتصادية التي تمر منها أوربا والعالم. وقال أحد عمال فندق فاخر بمراكش ل«المساء» إنه منذ انصرام فصل الصيف والحركة السياحية بفنادق المدينة تكاد تكون شبه منعدمة، وأن أفواج الأجانب الذين كانوا يأتون بكثافة قلت بالمقارنة مع السنوات الماضية، مضيفا أن ذلك انعكس حتى على عدد من العمال الموسميين الذين كانت تلجأ أغلب فنادق مراكش إلى خدماتهم أمام الأعداد الكبيرة من الأجانب الذين كانوا ينزلون بالفنادق المصنفة. ولم ينف مصدر مسؤول في وكالة فرنسية للأسفار بمراكش أن الرواج السياحي للنصف الأخير من سنة 2008 قد قل بشكل كبير مقارنة بما مضى، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت على المجال السياحي بالمغرب، وأن أغلب السياح الفرنسيين الذين كانوا يفضلون قضاء عطل أعياد الميلاد المسيحي ونهاية السنة بمراكش، لا أثر لهم حتى الآن في لائحة الحجوزات، وأن أنباء متصلة تفيد بأن غالبية الفرنسيين فضلوا هذه السنة البقاء بفرنسا والاتجاه نحو محطات الثلج الأقل كلفة. وفي سياق متصل، حذرت المنظمة العالمية للسياحة من اندحار شامل وغير مسبوق في السوق والصناعة السياحية الدولية، وقالت في آخر تقرير لها نشرته الصحف العالمية ووكالات الأنباء إن «السياحة تعيش أحد أحلك وأشرس المنعطفات عبر التاريخ» ، في وقت توقعت فيه أن تستقر نسبة النمو العالمي في القطاع السياحي في عتبة 2 في المائة، وأن هذه النسبة الضعيفة ستهبط إلى صفر في المائة خلال سنة 2009. هذا، وكشفت صحيفة «ليكو توريستيك» الفرنسية المتخصصة في المهن السياحية، أن أسعار المبيت في الفنادق عبر العالم تتهاوى إلى الحضيض، وأن فرنسا خفضت أسعار فنادقها بنسبة 6 في المائة، فيما إنجلترا وصلت نسبة التخفيض إلى 13 في المائة، وأن فنادق لاس فيغاس الأمريكية تهاوت أسعار المبيت فيها إلى ناقص 25 في المائة، فيما سان بيترسبورغ الروسية بنسبة ناقص 18 في المائة، واحتلت مراكش وتورونتو الكندية نفس الرتبة بعد أن اضطرت فنادقها إلى تخفيض الأسعار وصل إلى ناقص 15 في المائة، في وقت احتلت فيه مراكش الرتبة الثانية وطنيا بعد مدينة أكادير في ترتيب المدن التي يقصدها السياح الأجانب بالمغرب، حسب آخر بلاغ للمرصد المغربي| للسياحة.