أكدت مصادر مهنية أن القطاع السياحي بمراكش يعيش ويعاني من أوضاع غير مشجعة وغير مريحة خلال الفترة الأخيرة حيث سيادة سمات التدني والركود. وإذا كانت مراكش وجهة سياحية بامتياز تستقطب أعدادا هامة من السياح الأجانب حيث السمة البارزة تسجيل نسبة ملء تصل مائة بالمائة وبخاصة خلال فترة الدورة (Maute Saison)، فالملاحظ اليوم أن أغلب فنادق مراكش تعيش وضعا حرجا وعلى أمل أن تعرف الأيام الأخيرة المتبقية من دجنبر الجاري والمرتبطة باحتفالات نهاية السنة توافد وإقبال أفواج سياحية تخفف من وطأة الأزمة وتسمح بملء الغرف العديدة الشاغرة وعلى غير العادة. وربط مهنيون تراجع الحركة السياحية بالمدينة بالأزمة الاقتصادية العالمية والتي كان لها الأثر الواضح على مجال السياحة حيث تم تسجيل تراجع في الحجوزات والإقبال من أعداد السياح وبخاصة من طرف السوق الفرنسية والتي تعد المزود الرئيسي للسوق المراكشية. جهات متتبعة للنشاط السياحي بالمدينة ربطت أسباب هذا التراجع الى مجموعة عوامل مرتبطة بالأساس بارتفاع الأسعار وسوء الخدمات المقدمة للسياح الأجانب وأيضا بعدم توفر بعض المؤسسات الفندقية على اليد العاملة المؤهلة. ويستفاد من اخر بلاغ للمرصد المغربي للسياحة بأن مراكش تراجعت الى المرتبة الثانية بعد مدينة أكادير وفي التصنيف الخاص بترتيب المدن المغربية التي يقصدها الأجانب. المجلس الجهوي للسياحة بمراكش أكد من جهته في التقرير الذي أعده أخيرا بأن السمة البارزة لسنة 2008 تتمثل في الانكماش السياحي الذي عرفته مراكش حيث سجل تراجع في أعداد السياح الاجانب من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا ودول البلينوكس. وأفاد ذات التقرير بأن نسبة ليالي المبيت تراجعت بعشر نقط مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية مشيرا في هذا الصدد الى الأثر السلبي على القطاع السياحي بمراكش والتي تعد الوجهة السياحية الأولى بالمغرب. وفي ذات السياق تم تسجيل بالمؤسسات المصنفة تراجعا في ليالي المبيت، تراجع بلغت نسبة ناقص 8 بالمائة. مصدر مهتم بالشأن السياحي عزا سبب انخفاض ليالي المبيت بالمؤسسات المصنفة الى الانجازات المسجلة بمختلف الوجهات السياحية بالمملكة كما هو الشأن بمدينة الدارالبيضاء والتي بلغت نسبة زائد 10 في المائة وفي فاس بنسبة زائد 5 بالمائة وفي طنجة بنسبة زائد 6 بالمائة وفي الرباط بنسبة 3 بالمائة. وفي ظل الأرقام الوضعية الآنية المسجلة بالمدينة أبدى العديد من مهنيي القطاع السياحي بمراكش قلقهم البالغ خصوصا وأن الأرقام الحالية لاتعكس التوقعات والطموحات المرتقبة.