أكد السيد عثمان الشريف العلمي رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة أن إرادة المهنيين في القطاع السياحي وإيمانهم قوي ومتين،مهما كانت الظرفية،لتعزيز مكانة هذا القطاع الذي يعتبر قاطرة للتنمية بالمغرب ويساهم في التوازن الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف السيد العلمي،في كلمة ألقاها اليوم الخميس بقصر المؤتمرات بمراكش خلال أشغال المؤتمر الوطني الثاني لمهن السياحة الذي نظمته الفيدرالية تحت شعار "التنمية السياحية .. تحديات ورهانات المغرب"،أن الفاعلين في القطاع العام أو الخاص،سواء على الصعيد الوطني أو المحلي،مطالبين بتجسيد هذه الإرادة عبر رؤية 2020 التي يجب أن تكون نقطة لتوحيد الجهود. وأبرز أن إعداد رؤية 2020 يشكل فرصة مواتية لتعزيز دور المجالس الجهوية ومنحها دينامية أكثر قوة،موضحا أنه على الرغم من الأزمة التي عرفها القطاع على الصعيد العالمي،فإن المغرب لا يزال الوجهة المفضلة لدى عدد من السياح حيث يشكل الوجهة الاولى عالميا في مجال السياحة الغولفية ويعد من بين الوجهات السياحية الثلاثة الأولى الخاصة بالأعمال. وشدد السيد العلمي على ضرورة جعل التنوع الجهوي والثقافي وغيره من المميزات التي يتميز بها المغرب رافعة أساسية تمكن المملكة من أن تتبوأ مكانة لائقة على الصعيد الدولي،معتبرا أن القطاع السياحي المغربي،وعلى غرار القطاعات الأخرى،مطالب "بالمساهمة بشكل فعلي في إنجاح مسلسل الجهوية وذلك بتمكين كل جهة على حدة من إبراز مؤهلاتها وقدرتها على استقطاب المزيد من السياح الراغبين في زيارة بلدنا وعيش تجربة فريدة". وأوضح أن الدورة الثانية من هذا المؤتمر تروم الوقوف على حصيلة سنة 2009 واستخلاص العبر منها ورسم آفاق السياحة الوطنية بالنسبة لسنة 2010 مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية والتوجهات العالمية في هذا المجال،فضلا عن خلق دينامية جديدة بين المهنيين والفاعلين الأساسيين المهتمين بتنمية السياحة الجهوية وذلك عبر تثمين دور المجالس الجهوية وجعلها فاعلا مهما لرفع التحديات التي تعرفها كل جهة. من جهته،أكد والي جهة مراكش-تانسيفت-الحوز بالنيابة السيد بوشعيب المتوكل أن تدني مستوى أنشطة القطاع السياحي الذي تم تسجيله خلال السنتين الماضيتين بمراكش تستدعي من السلطات العمومية والمهنيين مضاعفة الجهود لإعادة انطلاق هذه الأنشطة وتمكين القطاع من الاضطلا بدوره كقاطرة للاقتصاد الوطني. وأضاف أن المجلس الجهوي للسياحة بالمدينة الحمراء وضع لجهة مراكش-تانسيفت-الحوز مخطط عمل استثنائي ومحفز بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة والذي يعتبر مبادرة ضمن عدد من المبادرات الرامية الى اعادة ترويج هذه الوجهة في الاسواق المصدر للسياح. وأشار في هذا الصدد إلى أن هذا المخطط لا يمكنه إعطاء نتائج إيجابية بدون أن يكون مصاحبا بميزانية ملائمة وتأهيل الفنادق السياحية والرفع من جودة مستوى الخدمات ومستوى تكوين الموارد البشرية،مضيفا أن مواكبة الزيادة في الطاقة الإيوائية للأسرة،بفضل المشاريع السياحية التي توجد قيد الإنجاز،يتطلب الرفع من عدد الرحلات الجوية الحالية. وشدد السيد بوشعيب المتوكل على ضرورة إيلاء العناية الخاصة للسياحة الداخلية والترويج لها والتي ما فتئت تعرف ارتفاعا بلغت نسبته 21 بالمائة بالنسبة لعدد الوافدين وزائد 16 بالمائة في عدد ليالي المبيت وذلك خلال الأشهر ال`11 الأولى من سنة 2009،فضلا عن العناية بتطوير السياحة القروية عبر الرفع من عدد مراكز الإيواء بنواحي مدينة مراكش. وأبرز المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة السيد عبد الحميد عدو،من جانبه،أن سنة 2009 كانت غنية جدا حيث سجلت نتائج إيجابية بالرغم من كون هذه السنة عرفت أزمة كبيرة في هذا القطاع على الصعيد العالمي والتي طالت عددا من البلدان المنافسة للمغرب،مشيرا إلى أن المملكة تسير بخطى حثيثة مما مكنها من كسب حصتها من السوق الدولية. وأوضح أن هذه الوضعية التي يتميز بها المغرب ستجعل منه في نهاية هذه الأزمة يحتل مكانة هامة،مشيرا إلى أن هذه التجربة تقتضي من المسؤولين عن هذا القطاع والمهنيين أن يكونوا أكثر دينامية خلال السنة الجارية التي تعتبر سنة التحديات. ومن جانبها،أكدت رئيسة المجلس الجماعي لمدينة مراكش السيدة فاطمة الزهراء المنصوري،في كلمة ألقيت بالنيابة عنها،أن المدينة الحمراء حظيت بلقب "وجهة الثقة" بفضل الأوراش الكبرى التي عرفتها منذ 20 سنة والتي تهدف الى جعل مراكش قطبا في المجال السياحي،مذكرة بأن المدينة تتوفر حاليا على 60 ألف سرير وتطمح الى تحقيق رقم 80 ألف سرير في أفق 2010. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في هذا المؤتمر تناولوا مواضيع همت،على الخصوص،"المغرب في مواجهة الوضع الدولي في سنة 2009 .. والرهانات عام 2010" و"نوعية الإيواء .. تشخيص ورهانات الجودة لتعزيز القدرة التنافسية للمنتوج السياحي المغربي". ويذكر أن هذه التظاهرة تميزت كذلك بتنظيم مساء أمس الأربعاء ورشتين حول موضوع "انعاش السياحة الجهوية .. الرهانات والتحديات والبرامج" و"السياحة الداخلية .. والأساليب الجديدة لتسريع تنميتها".