شكل المؤتمر الوطني الثاني لمهن السياحة، الذي نظمته الفيدرالية الوطنية للسياحة أمس الخميس بمراكش، فرصة للمهنيين والمسؤولين على القطاع السياحي للإعلان عن التزامهم بالعمل سويا على إعطاء نفس جديد لهذا الميدان وتسهيل إمكانية تطويره خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة. وأكد المشاركون في ختام هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار "التنمية السياحية .. تحديات ورهانات المغرب"، استعدادهم لمواكبة الوزارة الوصية على هذا القطاع في مخططاتها ودعم الجهود التي تبذلها من أجل النهوض بهذا المجال وتحديثه حتى يضطلع بدوره الكامل باعتباره قاطرة للتنمية بالمغرب، مبرزين الرهانات الملقاة على عاتق هذا القطاع الذي يعتبر موفرا للثروات ومحدثا للعديد من مناصب الشغل بالإضافة إلى مساهمته في إبراز صورة المغرب المتقدم داخل وخارج المملكة. واعتبروا أنه من الضروري، في ظل الأزمة العالمية، العمل على وضع مخطط استعجالي للتحكم في أثرها السلبي ووضع تصور للإمكانيات الكفيلة بإعادة انطلاقة هذا القطاع خلال السنة الجارية، مشيرين إلى الاستراتيجية التي تبنتها الفيدرالية الوطنية للسياحة التي تروم إعمال مخطط عمل يرتكز على الرغبة الجامحة في تقديم خدمات مهمة لمنخرطيها ليكونوا بمثابة المخاطب باسم القطاع السياحي لدى الهيئات المسؤولة على تسيير هذا المجال، فضلا عن مواكبة إنجاز "رؤية 2010" وإعداد "رؤية 2020". وأعربوا عن مدى اهتمامهم بتعزيز تنافسية القطاع والرفع من جودة مستوى الخدمات التي يقدمها سواء تعلق الأمر بالإيواء أو الرحلات السياحية أو المطعمة أو النقل، مؤكدين أن السلطات العمومية والجماعات المحلية وكافة المهنيين والشركاء يسعون إلى تحقيق سياحة مستدامة تستفيد منها كل الجهات ومختلف الشرائح الاجتماعية وذلك تنفيذا للتوجهات الملكية السامية. وفي هذا الصدد، اعتبر وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر الزناكي أن سنة 2010 ستكون سنة حاسمة وأنها ستتميز بمجموعة من التحديات الظرفية والهيكلية التي تحتاج إلى معالجة واضحة، مشددا على ضرورة مواصلة الاستباق والابتكار لإبراز إشعاع وجهة المغرب السياحية وتعزيز قوة الجانب التجاري لهذا القطاع كوسيلة لحث السياح على برمجة المملكة في زياراتهم السياحية وزيادة حجم الاستثمار والعمل على الرفع من الرحلات الجوية. ولاحظ الوزير، في كلمة له خلال هذا المؤتمر، أن سنة 2010 ستكون سنة للانطلاقة الجديدة لاستراتيجية التنمية السياحية في أفق 2020، والتي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس، والتي سوف تحقق دفعة ودينامية جديدة للقطاع السياحي. واعتبر أن من شأن رؤية 2020 تعزيز المكاسب والإنجازات التي تحققت في رؤية 2010، واستمرار دينامية الاستثمار، مع التركيز على سياحة أكثر جودة وأكثر استدامة وأكثر مسؤولية، مشيرا إلى أن تعبئة القطاعين العام والخاص سيمكن من إنجاز كل الأوراش الكبرى وتحقيق هذا الطموح الجديد. من جهته، أكد السيد عثمان الشريف العلمي رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة على ضرورة جعل التنوع الجهوي والثقافي وغيرها من المميزات التي يحظى بها المغرب رافعة أساسية تمكن المملكة من تبوئ مكانة لائقة على الصعيد الدولي، معتبرا أن القطاع السياحي المغربي، وعلى غرار القطاعات الأخرى، مطالب بالمساهمة بشكل فعلي في إنجاح مسلسل الجهوية وذلك بتمكين كل جهة على حدة من ابراز مؤهلاتها وقدرتها على استقطاب المزيد من السياح الراغبين في زيارة المغرب وعيش تجربة فريدة به. وأبرز نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة السيد علي غنام، من جانبه، أنه بعد عشر سنوات من انطلاقة رؤية 2010، فإن القطاع السياحي يعيش حاليا مرحلة جديدة من تنميته، مسجلا في هذا السياق أنه بعد الانتهاء من انجاز مشروع السعيدية ومازاغان ومستقبلا مشروعي "لوكسوس" و"موغادور"، دخلت السياحة المغربية في عهد جديد، عهد الابتكار. وقال إن السياحة المغربية ينتظرها مستقبل زاهر، مشيرا الى أن الفيدرالية الوطنية للسياحة والمنخرطين فيها مطالبين باتخاذ كافة السبل لدعم هذا القطاع حتى يتمكن من ضمان هذا المستقبل الواعد بشكل بناء وفعال. تجدر الإشارة الى أن المشاركين في هذا المؤتمر تناولوا مواضيع همت على الخصوص "المغرب في مواجهة الوضع الدولي في سنة 2009 .. والرهانات عام 2010" و"نوعية الإيواء .. تشخيص ورهانات الجودة لتعزيز القدرة التنافسية للمنتوج السياحي المغربي". يذكر أن هذه التظاهرة تميزت كذلك بتنظيم أول أمس الأربعاء ورشتين حول موضوع "انعاش السياحة الجهوية.. الرهانات والتحديات والبرامج" و"السياحة الداخلية .. والاساليب الجديدة لتسريع تنميتها".