بعد الارتفاع المسجل خلال شهر أبريل المنصرم، عرف مؤشر عدد المبيتات السياحية المصنفة انخفاضا في شهر ماي من هذه السنة بنسبة 2 في المائة، وهو ما يفسره المهنيون بتعدد الوجهات التي أصبح السائح الأجنبي يقبل عليها خلال هذه السنة، وخصوصا كراء المنازل أو التوجه إلى الرياضات أو جلب السيارات المجهزة بوسائل المبيت. لكن بالمقابل سجلت آخر إحصائيات المرصد الوطني للسياحة نموا في ما يتعلق بتوافد السياح عبر الحدود المغربية بما يناهز 10 في المائة أي حوالي 2.7 مليون سائح خلال الخمسة أشهر الماضية، بتفوق عدد الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي ارتفعت نسبتها إلى 25 في المائة، مقابل 5 في المائة للسياح الأجانب. وسجل شهر ماي 2009 تقهقرا في نسبة ملء الفنادق بأربع نقاط، حيث لم تتعد النسبة 44 في المائة مقابل 48 في المائة خلال شهر ماي 2008، وسجلت مدينة مراكش أقوى انخفاض في هذه النسبة بحوالي 12 نقطة. انخفاض نسبة المبيتات السياحية كانت ستكون أكبر لولا نمو السياحة الداخلية، حيث سجل السياح المغاربة نموا في عدد المبيتات بحوالي 7 في المائة بينما انخفضت بالنسبة إلى السياح الأجانب بأكثر من 5 في المائة، وأشار تقرير المرصد الوطني للسياحة إلى أن وجهتي مراكشوأكادير استحوذتا على أكثر من 61 في المائة من مجموع عدد المبيتات خلال شهر ماي، وإذا كانت وجهة الدارالبيضاء قد سجلت انخفاضا في عدد المبيتات خلال شهر ماي بنسبة 4 في المائة مقارنة بنفس الفترة من 2008، فإن «الوجهات الثقافية» سجلت نموا خلال ماي المنصرم، وبذلك عرفت وجهتا فاسوالصويرة حيث تقام المهرجانات نموا في مؤشر المبيتات ب 6 في المائة للعاصمة العلمية وحوالي 10 في المائة لوجهة الصويرة. تحليل مؤشر المبيتات السياحية لشهر ماي يوضح أن السياح الأمريكيين سجلوا أقوى نسبة نمو في عدد المبيتات بحوالي 8 في المائة مقارنة بشهر ماي من السنة الماضية، ثم السياح الإسبان بنسبة 3 في المائة، بينما سجل تراجع في عدد مبيتات السياح الإنجليز بنسبة 12 في المائة والألمان 10 في المائة ثم الفرنسيين 4 في المائة. وسجل التقرير كذلك أن نسبة القادمين عبر الحدود المغربية من خلال المطارات أو الموانئ أو الحدود البرية، عرفت نموا فاق 11 في المائة خلال شهر ماي المنصرم، وفي المجموع دخل 586 ألف سائح عبر الحدود المغربية، مقابل 528 ألفا في ماي 2008، وإذا كانت نسبة السياح الأجانب قد سجلت نموا طفيفا ب 3 في المائة، فإن الجالية المغربية المقيمة بالخارج عرفت نموا فاق 25 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2008. وبالنسبة إلى المسافرين الدوليين الذين عبروا المطارات المغربية خلال نفس الفترة التي أحصاها المرصد، يسجل هذا الأخير عبور 4.4 ملايين شخص مقابل 4.3 ملايين في 2008، أي بارتفاع طفيف لم يتعد 2 في المائة، وبدون منازع سجل مطار محمد الخامس الدولي أكبر النسب باستحواذه على نصف العدد، يليه مطار مراكش المنارة ب 27 في المائة، ومطار أكادير المسيرة ب 10 في المائة. إحصائيات المرصد الوطني للسياحة لم تغفل المداخيل السياحية خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الحالية، حيث سجلت انخفاضا فاق 16.6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من 2008، ولم يستطع النشاط السياحي بالمغرب جلب أكثر من 17.02 مليار درهم، في حين كان المبلغ في السنة الفارطة يفوق 20.41 مليار درهم أي بفارق 3.4 ملايير درهم.