حذرت مصادر طبية من قنبلة موقوتة تهدد بتفشي السل بشكل خطير وسط المئات من سكان مدينة الرباط، وكذا العاملين بمستشفى مولاي يوسف للأمراض الصدرية، وزواره من المواطنين، الذين يفدون إليه بشكل يومي لزيارة أقاربهم. وأشارت المصادر نفسها إلى وجود جناح للحجر الصحي داخل المستشفى مخصص للحالات التي تفشى فيها المرض بشكل كبير، وهو الجناح الذي أصبح العاملون بالمستشفى يمتنعون عن ولوجه خوفا من إصابتهم بهذا الداء، في ظل غياب أدوات التعقيم، ووسائل العمل من وزرات وأغطية للقدمين، إضافة إلى أقنعة خاصة، حيث يتم تقديم الدواء ل11 حالة وضعت بالعزل خارج بوابة الجناح بعد المناداة على المرضى. وأكدت المصادر ذاتها أن خطر هذا الجناح، الذي تنعدم فيه التهوية، أصبح يهدد ليس فقط العاملين بالمستشفى بل المئات من المواطنين، بحكم أن نزلاء الجناح يغادرون هذا الأخير، ويتجولون بحرية داخل المستشفى، ويتمكنون أيضا من تجاوز أبوابه والخروج إلى الشارع للجلوس في المقاهي أو تناول وجبات خفيفة في الشارع العام . وانتقلت «المساء» إلى مستشفى مولاي يوسف التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، حيث اتضح أن معظم نزلاء الجناح المذكور إما غادروه للتجول في حي العكاري الشعبي، أو يتسكعون بين زوار المستشفى، علما أن جناح الحجر الصحي يوجد بالقرب من جناح آخر مخصص للأطفال. وكانت جثامين كل من المدير العام لشركة «كولورادو» الملياردير فريد برادة وزوجته زينب بنحميدة وأبنائه الثلاثة، الذين هلكوا في حادث تحطم طائرتهم الصغيرة بغرونوبل الفرنسية إلى مطار محمد الخامس، وصلت عشية أول أمس الاثنين، حيث تم استقبالهم في جو من الحزن والأسى. وأكد مصدر ل «المساء» أن بيت عائلة ضحايا الحادثة تحول إلى قبلة لمن حرصوا على ضرورة تشييع الجثامين إلى دار البقاء. وأوضح المصدر نفسه أن ممثلين عن السلطات المحلية والأمن ورجال الدرك وبعض أفراد عائلة الضحايا كانوا من بين الأفراد الذين حضروا إلى مطار محمد الخامس لاستقبال الجثامين، وقال «لقد كان هناك حضور قوي للسلطات المحلية ورجال الأمن والدرك وعدد من أفراد عائلة الضحايا، ولقد هيمنت أجواء الحزن على مشهد نزول الجثامين من الطائرة. وعلمت «المساء» أن أجواء الحزن خيمت بشكل كبير على مطار محمد الخامس، وقال مصدر «المساء»: «لم تدم الإجراءات وقتا طويلا، لقد كان كل شيء مهيئا من أجل استقبال جثامين فريدة برادة وزجته وأبنائه الثلاثة، حيث لم تدم هذه الإجراءات إلا لحظات قليلة». وكان فريد برادة وزوجته وأبناؤه الثلاثة وافتهم المنية بعد تحطم طائرتهم الصغيرة في الخامس من الشهر الجاري قرب مطار «غرونوبل» جنوب شرق فرنسا، دقائق قليلة بعد إقلاعها. وخلف هذا الحادث ردود فعل قوية، حيث تصدر عناوين مجموعة من الجرائد الوطنية والفرنسية. ولاتزال التحقيقات متواصلة من أجل معرفة ملابسات هذه القضية، لتحديد أسباب تحطم الطائرة الخاصة لفريد برادة.