استعرض الكاتب المغربي العربي بنجلون، في لقاء تواصليّ جمعه بتلاميذ الثانوية -الإعدادية «لمباركيين»، في نيابة برشيد يوم السبت الماضي، أهمية المطالعة الحرّة في التكوين الذاتي للمتعلمين، وشدد على عدم اقتصار التلاميذ على ما يقدمه الأساتذة داخل الفصل الدراسيّ، معتبرا أن «ذلك يظل إشارات وتوجيهات في البحث العلمي»، الذي اعتبره «ثروة حقيقية متنوعة لا يمكن الاستغناء عنها، بل بها تستمر الحياة». وحذر بنجلون التلاميذ من مغبّة الاستعمال السيئ للشبكة العنكبوتية، مركزا على أهمية الكتاب وقيمته في تكوين الأدباء، مستشهدا بسيرته الذاتية . وحول كتاباته أكد بنجلون أنه يركز على كتابة قصص الأطفال، التي كان يعتمدها منذ أن كان مدرّسا. وأوضح بنجلون أنه قد تأثر في كتاباته بمجموعة من الرواد، كمحمد سعيد العريان ونجيب الكيلاني ومحمد الحلوي وغيرهم. وأبرز بنجلون دور القصة والمطالعة في التنمية وبناء الشخصية عبر تفعيل السلوك داخل المجتمع، كالتربية على تجنب الرشوة والإخلاص في العمل والتربية الصحية.. وكل ذلك مسايرة للتطور والمتغيرات التي يعرفها المجتمع. ووجه بنجلون المتعلمين إلى ضرورة الاهتمام بالقراءة والمطالعة الحرّة وتحويل المقروء إلى سلوك يوميّ لإنقاذ المتعلمين أنفسِهم وخدمة للمجتمع بشكل عامّ. وأوضح العربي بنجلون، في تصريح ل»المساء»، أنّ «دور المكتبة يكمن في تقريب الكتاب من الطفل، «لكنْ ينبغي على القَيّم على هذه المكتبة أن يكون ذا معرفة وثقافة بالكتب التي تليق بمستوى الأطفال»، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المكتبات المدرسية لكنها تحتوي على كتب أكبر من مستوى الأطفال، وبالتالي فإن الأطفال لا يستطيعون قراءتها وينفرون منها ويتكون لهم عزوف عن مطالعتها.. فالمكتبة في نظر بنجلون تمد الطفل بالكتب المناسبة لهم وللمواد التي يدرُسونها، ويعتمدون على الكتب في التلخيص والإجابة عن الأسئلة، وفي الوقت نفسه تزرع فيهم حب القراءة والمطالعة، فتصبح عادة في حياتهم إلى أن يكبروا. وأشار بنجلون إلى أن «المشكل في المغرب يكمن في قلة القيّمين على هذه المكتبات، وأنه من الضروري ان تفتح شُعب خاصة بهذا التوجه، حتى يتم إيصال الكتاب المناسب إلى الطفل». وحول العزوف عن القراءة اعتبر بنجلون أن «نسبة كتابة بعض الكتب العلمية والقانونية والدينية هي كبيرة جدا قياسا بالأدبية والفلسفية والفكرية.. وهذا يعود إلى التوجهات الدراسية العامة في البلاد»، مشيرا إلى أن هناك مطالعة أو رغبة في المطالعة ولكنْ لتوجهات فكرية معينة، وهناك عزوف عن المطالعة بالنسبة لتوجهات أخرى.