تأسف علي الكروني، حارس مرمى فريق الجيش الملكي، عن عدم اهتمام الطوسي بحالته الصحية بعدما لم يتصل به، دون أن تفوته الفرصة لتأكيد تفهمه لحجم انشغالاته، في وقت أكد فيه أن جميع لاعبي الفريق ومسؤوليه وجماهير الجيش ساندته ودعمته بقوة. وأعاد الكروني سرد ما وقع بداية باصطدامه بالمهاجم البساطي، ومرورا بالغيبوبة التي قال إنه لا يتذكر عنها أي شيء وانتهاء بتلقيه الدعم والمساندة من طرف جل مكونات الفريق سواء بالمركز الرياضي أو ببيته. الكروني تحدث في حواره مع " المساء" حول الصراع الذي يشتد على لقب البطولة " الاحترافية" ومواضيع أخرى تكتشفونها في الحوار التالي : - بداية، هلا قربتنا من الطريقة التي تعرضت بها للإصابة؟ لقد تدخلت للامساك بالكرة في وقت كان يركض فيه في اتجاه المهاجم البيساطي، ووقت سيطرتي على الكرة عمل على القفز فوقي بهدف تفادي الاصطدام بي، غير أنه، وللأسف، هو الشيء الذي حصل بعدما اصطدمت ركبته بجزء من جبهتي وأذني لأسقط بعدها مغشيا عليا على الأرض فاقدا للوعي. - وماذا حدث بعدها؟ فقدت الوعي بعدما بلعت لساني ولم أدري وقتها ما الذي حدث، لقد تدخل طبيب الفريق جمال ميمي وتم نقلي إلى سيارة الاسعاف لتلقي العلاجات الأولية، حيث استعدت وعيي بعد حوالي دقيقتين من الغيبوبة، لا أتذكر شيئا غير أنني سقطت ولما استفقت وجدت نفسي داخل سيارة الاسعاف وكل ما وقع بين هاتين الفترتين لا أتذكره وكأنه لم يقع أي شيء. وماذا كان الجواب لدى استفسارك عن طبيعة الاصابة وما وقع لك بعد دخولك في غيبوبة؟ لقد أخبرني الطبيب أنني ابتلعت لساني وقال لي إنه، ولحسن الحظ، سقطت على جانبي ولم أسقط على ظهري، وأغتنم الفرصة لأتقدم له بالشكر الجزيل رفقة الطاقم الطبي للفريق ومسؤوليه على المجهودات التي قاموا بها من أجلي. - وهل استفسرت عنك مكونات الفريق لمعرفة وضعيتك الصحية؟ صراحة مساندة مسؤولي الفريق واللاعبين رفعت معنوياتي، لقد زارني مجموعة من اللاعبين بالمركز الرياضي العسكري بعد نهاية مباراة الحسنية، في الوقت الذي اتصل بي اللاعبون الذي توجهوا صوب عائلاتهم للاطمئنان على حالتي، وهو ليس بالشيء الغريب داخل الفريق العسكري طالما أننا نشكل أسرة واحدة، كما لا أنسى الدور الكبير والدعم المنقطع النظير الذي خصتني به الجماهير العسكرية وفصيلي « البلاك آرمي» و»الالترا عسكري» بعدما زاروني في المستشفى والمنزل، كما أخبرني بعض الأصدقاء أنه لحظة اصابتي انخرطوا في دعمي من خلال ترديد اسمي. الجمهور العسكري رائع وسأكون جاحدا إن أنكرت فضله علي، لقد دعمني وهو أحد أهم أسباب نجاحي إلى جانب مدرب حراس المرمى فريد سلمات، الذي يمدني بالنصائح والتوجيهات. - وهل من شيء حز في نفسك بعد الاصابة؟ صراحة أتأسف لعدم اهتمام الطوسي الذي كان الوحيد الذي لم يتصل بي، وأنا أعذره لكونه جد منشغل بمجموعة من الأمور، بل ربما حتى عائلته لا يملك لها الوقت الكافي، الطوسي هو بمثابة أب وهو من أحسن المدربين الذي أشرفوا على تدريبي وقدم لي الدعم كحارس وشجعني «الله يحسن العوان» لديه التزامات كثيرة، أتفهم عدم اتصاله وأتمنى له كامل التوفيق مع المنتخب وله أقول نحن معك قلبا وقالبا. - وهل تعتقد أن مغادراته ستؤثر على مستوى الفريق؟ سأصدقكم القول وسأؤكد أننا تعودنا عليه كلاعبين لدرجة كبيرة لكن هذه هي سنة الحياة وطبيعة كرة القدم، يأتي مدرب ويرحل آخر، يلتحق لاعب ويغادر آخر، خيري مدرب جيد وأبلى البلاء الحسن مع مجموعة من الفرق، فضلا عن كونه ابن الدار وعارف بخبايا البيت العسكري، وعليه فأعتقد أن الأمور ستكون على خير ما يرام. - كيف ترى التنافس القوي بين مجموعة من الفرق حول اللقب؟ لا يختلف اثنان في كون التنافس سيبلغ أشده مع توالي الدورات، مجموعة من الفرق أعلنت نفسها طرفا في معادلة التتويج، وكشفت عن نواياها في حصد اللقب، وعليه فالحسم في أمر اللقب لن يتم إلا خلال الأنفاس الأخيرة من عمر البطولة، الجيش والرجاء والوداد البيضاويين سيكونون في صراع قوي مع فرق المغرب التطواني والمغرب الفاسي والدفاع الجديدي، وهي كلها مؤشرات توحي باستمرار التشويق وتؤكد، وبكل جلاء، أن الترقب سيستمر إلى غاية آخر دورة. - وماذا عن طموحاتك رفقة الفريق العسكري؟ أسعى لمساعدة فريقي للفوز بلقب البطولة بعدما أضعنا كأس العرش، لقد قدمنا مباراة جيدة وكنا الأقرب إلى الفوز قبل أن نحتكم إلى ضربات الحظ الترجيحية التي غلبت كفة الرجاء، وحلم الفوز بالبطولة تغذيه الرغبة في المشاركة في كأس العالم للأندية، المشوار لن يكون سهلا وهو ما يتطلب بذل مجهودات مضاعفة لتحقيق مبتغى الجماهير العسكرية وتطلعات مسؤولي الفريق. - هل من شيء تود إضافته؟ أجدد الشكرا للجماهير العسكرية وأتمنى صادقا إهداء لقب البطولة لفصيلي «البلاك آرمي» و» الالترا عسكري» فصراحة دعم جماهير الفريق كان حافزا كبيرا لي وكان بمثابة خير سند في محنتي.