لا أملك وصفات سحرية لكن أملك شجاعة إتخاذ القرار أفضل الهجوم ولا تثيرني الأساليب الدفاعية وجدت أرضية تحفز على الإبداع بتطوان قادرون على صياغة ملحمة تضعنا مع الكبار في هذا الحوار يقف الإطار الوطني عزيز العامري عند أهمية الفوز على الوداد البيضاوي في مباراة إستثنائية قدم فيها المغرب التطواني أروع أداء أعتبر الأجود في تاريخ الكرة الوطنية بفريق شاب يحمل بصمة عزيز العامري الذي استطاع بخبرته وكفاءته التي راكمها لسنوات أن يقدم فريقا بثقافة إحترافية يضرب به المثل في البطولة الإحترافية.. كيف هيأ عزيز العامري المغرب التطواني؟ ما هي الوصفات التي قدمها حتى بلغ هذه الدرجات؟ وهل بإمكانه الفوز بلقب البطولة؟ ولماذا لم يشرف على تدريب إحدى المنتخبات برغم خبرته الطويلة في الميدان؟ كل الأسئلة حملناها لعزيز العامري وأجاب عنها بصدر رحب.. تابعوا التفاصيل.. - المنتخب: فزتم على الوداد البيضاوي وقدمتم مباراة رائعة، في نظرك هل كان هذا الفوز سهلا أمام صعبا؟ العامري: إنك تتحدث عن الوداد البيضاوي.. فريق كبير بمرجعيته التاريخية والذي لا يلعب إلا على الألقاب، له قاعدة عريضة من الجماهير، لذلك كنا نعتقد على الورق بأن المباراة ستكون صعبة إلا أنه على الميدان أصبحت سهلة علينا، وبات الطريق معبدا لمرمى الوداد البيضاوي.. وإذا إستثنينا الدقائق الأولى التي كان يجب أن نبحث فيها عن الإيقاع، فإن باقي الفترات تمكنا من خلالها من السيطرة على مجريات المباراة. - المنتخب: ماهي القراءة التي قمت بها للحد من خطورة الوداد؟ العامري: أعرف جيدا قوة الوداد البيضاوي الذي يملك مهاجمين يتسمون بالسرعة أبرزهم ياسين لكحل وفريد الطلحاوي، وكان لا بد أن نحد من خطورتهم على التحكم جيدا في الخط الدفاعي وأفشلنا محاولات اللاعبين المذكورين برغم أن الطلحاوي لم يقحم منذ البداية، ما جعلنا نحتوي اللعب، وبات من الصعب تضييع الكرة أو تفتك منا بسهولة، وقد أجدنا تمرير الكرات بتركيز كبير، ما خلق متاعب كبيرة للوداد. - المنتخب: ماهي الوصفة التي إعتمدتها للفوز على الوداد؟ العامري: لقد كنا منظمين دفاعيا وحافظنا على أسلوبنا الذي يتكيف بوجود 10 لاعبين على رقعة الملعب، وهذا ما سهل علينا مأمورية الأداء، وقد وجد الوداد صعوبة في فك شفرة أسلوبنا ولم يظهر بقوة المعهودة والتي ترشحه على الورق، على اعتبار أن رقعة الميدان هي التي تحكم على مستوى كل فريق، صحيح نحن لسنا كالوداد والرجاء والجيش، لكن المغرب التطواني هو فريق في بداية تأسيسه بهيكلة جديده وبعناصر شابة. - المنتخب: هل كنت مطمئنا على النتيجة قياسا بردة فعل الوداد في الشوط الثاني؟ العامري: من عادتي لا أحسم في نتيجة المباراة بمجرد تسجيلنا للأهداف، المباراة تنتهي عندما يطلق الحكم صافرة النهاية، لأنه يمكن أن تتغير النتيجة في أي لحظة.. كنت حريصا على تنبيه اللاعبين بمواصلة اللعب بنفس الأسلوب والبحث عن مزيد من الأهداف.. كان بالإمكان أن تكون الحصة أكبر لو ترجمنا افرص التي أتيحت لنا إلى أهداف، كما أن عامل الحرارة جعلنا أن نلعب باقتصاد كبير بسبب. - المنتخب: الجمهور التطواني العريض، هل يشكل ضغطا كبيرا على اللاعبين؟ العامري: دور الجمهور هو تحميس اللاعبين ودعمهم ومساندتهم والضغط عليهم بشكل إيجابي لتحقيق الهدف، وليس بالضغط السلبي الذي يؤثر عليهم.. جمهور المغرب التطواني أبان على أسلوب حضاري في تشجيع فريقه ورفع من معنويات اللاعبين وحفزهم، وكان الحضور الغفير للجمهور التطواني لمباراة الوداد له تأثيره على نفسية اللاعبين الذين بذلوا جهدا كبيرا في الأداء والحضور الكبير في الميدان..تحية لهذا الجمهور الرائع الذي يساندنا. - المنتخب: بعد هذه الصورة التي ظهرتم بها والوضعية التي توجدون عليها أصبح الكثيرون يتحدون عن إمكانية فوزكم بلقب البطولة الإحترافية، هل أنتم قادرون على كسب هذا الرهان؟ العامري: أولا يجب أن أحدد ما أقول، نحن نلعب مباراة بمباراة، وكلما حققنا الفوز نصحح وضعيتنا على مستوى الترتيب ونصعد بعض الدرجات، المهم بالنسبة لنا أن نحافظ على المكانة التي نوجد عليها، وما وصلنا إليه اليوم هو ثمرة مجهود جماعي، إذ أن اللاعبين يستعدون باحترافية كبيرة وهناك مسيرون يقدمون الدعم اللازم ورئيس يتابع العمل ويوفر كل الظروف، يعني أننا نشتغل كفريق عمل وبشكل جماعي دون أن ننسى دور الجمهور التطواني في هذه العملية، يعني أن الجميع مجند لدعم هذه التجربة.. ما يؤكد إحترافية الفريق هو أنه أصبح محترفا في الجانب التنظيمي، وقد قررت أن يتناول اللاعبون وجبة الغذاء كل يوم بعد الحصص الأسبوعية وأحرص شخصيا على إختيارها برفقة الطاقم الطبي والمسؤول عن المطبخ، وفي الجانب الآخر وحتى نبعد الضغط عن اللاعبين قررنا أن نبرمج لهم خرجات عن مدينة تطوان بعد كل مباراة، لهذا أقول لك بأن ما نحققه اليوم هو فضل من الله سبحانه وتعالى، إذ أن هذه النتائج لم تكن من ضمن الأهداف المسطرة، ولم نكن ننوي أن يكون الحظ بجانبنا، صحيح إشتغلنا كثيرا مع هؤلاء الشباب وهيأناهم لهذه المرحلة، لذلك أعود وأقول أن المغرب التطواني ليس هو الوداد والرجاء والجيش وآخرون لأن لهم الإمكانيات أكثر منا للفوز بلقب البطولة. - المنتخب : هل يمكن القول بأن النتائج الذي صنعتها مع أولمبيك آسفي تعيدها اليوم مع المغرب التطواني؟ العامري: أولا العامري الذي اشتغل مع أولمبيك آسفي ليس هو العامري الذي يشتغل مع المغرب التطواني، لقد تطورت كرة القدم والعايير تطور كثيرا كمدرب من الناحية العلمية والتكتيكية. - المنتخب: ألا تعيش ضغطا نفسيا بعد الذي وصلته حاليا مع الفريق؟ العامري: بكل صدق أن الفريق التطواني إذا لم يفز بلقب البطولة فإن لا أحد سيلومه، لأن الهدف الذي سطرناه هو تكوين فريق جديد بعد أن غادره عدد كبير من اللاعبين الوازنين، الفريق يتوفر على لاعبين شباب وهم في طور الإحتكاك مع أصحاب الخبرة والتجربة، ويمكن القول بأننا إذا بقينا بنفس هذا الحماس والعطاء يمكن أن نفوز بلقب البطولة، وما يساعدنا صراحة على العمل هو أن المكتب المسير يوفر كل الأمور المادية للاعبين، حيث يتوصلون بجميع مستحقاتهم في وقتها، وشخصيا لم يحصل أن لاعبا جاء عندي واشتكى لي من تأخر مستحقاته، وأشكر بالمناسبة رئيس الفريق الحاج عبد المالك أبرون الذي يبذل قصارى الجهود لتوفير مستحقات اللاعبين المالية في وقتها وهذا يساعد المدرب على العمل وتهييء اللاعبين بالشكل اللازم، لأن المكتب المسير يساعد المدرب على العمل، وشخصيا أشتغل في ظروف جيدة. - المنتخب: ألم تتخوف وأنت تعتمد على لاعبين شبان يفتقدون للتجربة؟ العامري: كنت أدرك أن هؤلاء اللاعبين لهم من الإمكانيات التقنية ما يلزم العمل معهم من خلال وضع برنامج خاص ليستوعبوا الأمور التقنية والتكتيكية.. لقد بذلنا مجهودا كبيرا وضاعفنا العمل حتى يكون هؤلاء اللاعبين جاهزين، قدمنا خدمة إضافية للاعبين الصغار حتى أصبح لهم مستوى تقني جيد وتطوروا تكتيكيا، ويجب هلى المدرب أن يشعر بما يشعره اللاعب، لذلك أقول أنني لم أخطئ عندما إعتمدت على الشبان الذين يشكلون النواة الحقيقية لبناء المستقبل، والعمل الذي نقوم به خلال التداريب نترجمه في المباريات الرسمية، وإذا ما أخطأ اللاعب أذكره بما كنا نقوم به خلال الحصص التدريبية. - المنتخب: بما تفكر خلال ما تبقى من الدورات؟ العامري: لن أضرب ألف الحساب لأي أحد ولن أفعل ذلك لأن التجربة علمتني أن أكون شجاعا لمواجهة الموقف. - المنتخب: وهل كنت تتوقع الفوز على الوداد؟ العامري: كنت أفكر كيف أدافع لأفوز، سأكون مخطئا إذا قلت كنت أعرف بأنني سأفوز، يمكن أن تتهيء لمثل هذه المباراة بالوسائل المتاحة ويمكن ألا أفوز فيها لأن كرة القدم لا تخضع للمنطق. - المنتخب: نتابعك من خلال المبارايات أنك تكون في وضع غير طبيعي، كيف تتفاعل مع المباراة؟ العامري: أنا أركز كثيرا في المباراة، أرى الأشياء التي لا يراها الآخرون، أريد أن يترجم اللاعبون ما يتلقونه في التداريب ويطبقونه خلال المباريات، أحرص ألا يسقطوا في فخ الأخطاء، حيث أن الفريق أصبح له أسلوبه في اللعب، وقد سمعت عبر الإذاعة عددا من المتدخلين قالوا بأن المغرب التطواني هو الفريق الوحيد الذي يلعب كرة حديثة ويقدم الفرجة والمتعة في الأداء، وهذا أسعدني كثيرا وجعلني أبذل قصارى الجهد لكي نطور من أدائنا الذي ينبني على تكتيك خاص وباتت لنا فلسفة خاصة في الأداء. - المنتخب: هل يمكن القول أن الحظ يساعد الفريق، أم أن كفاءتك هي التي جعلته يتبوأ هذه المكانة؟ العامري: عندما أسمع وبشهادة الجميع بأن فريقنا يقدم أحسن أداء في تاريخ الكرة المغربية، لا أظن بأن الحظ هو السبب، والذي يكون بجانب فرق أخرى، نتائجنا وأداؤنا يؤكدان بأن هناك عمل ينجز في العمق. - المنتخب: جل الفرق ستعمل على الإستعداد بشكل كبير لمواجهتكم، كيف ستتعاملون مع هذا المعطى؟ العامري: لا نعطي لهذا الأمر بعدا وإهتماما كبيرين، كل ما نتطلع إليه هو أن يبقى فريقنا في هذا المسار والحفاظ على مستوانا، ما يشدني صراحة أكثر هو الظهور بمستوى طيب أمام الأندية الأخرى. - المنتخب: الحارس الكيناني يشكل دعامة كبيرة للفريق، ماذا تقول عن هذا الحارس؟ العامري: هو حارس كبير بدون منازع والأرقام تؤكد ذلك، والكيناني هو رقم 1 في البطولة الإحترافية، صحيح أن نادر لمياغري حارس كبير وله قيمته ولكن الكيناني يبقى هو الأبرز لأن كل الأرقام تشير على أنه في المستوى. - المنتخب: في نظرك، هل مظلوم بعدم المناداة عليه للمنتخب الوطني؟ العامري: نعم هو مظلوم كما أن عديد من لاعبي المغرب التطواني مطلومين، أتساءل لماذا هذا الفريق الذي يقدم أداء جيدا ومستوى تقني هو الأحسن في البطولة لا تتم المناداة على بعض لاعبيه للمنتخب الوطني؟ - المنتخب: في نظرك هل نجحنا في مشروع البطولة الإحترافية؟ العامري: المشروع الإحترافي لم يكتمل بعد بوجود ملاعب تسيء للإحتراف مثل ملاعب الخميسات، خريبكة وأكادير والتي تتوفر على عشب سيء، إذ أن جميع الفرق التي تخوض بها المباريات لا يمكن لها أن تقدم أداء جيدا.. أما الأندية فهي تبذل مجهودا كبيرا لإنجاح المشروع الإحترافي. - المنتخب: كيف تقيم أداء الأطر الوطنية في البطولة الإحترافية؟ العامري: أظن بأن الأمور تغيرت بوجود شبكة الأنترنيت والتلفاز وودادية المدربين المغاربة، هناك إجتهاد من الأطر الوطنية وأتمنى أن يحصل تنسيق بين الودادية والإدارة التقنية الوطنية لوضع تصورات جديدة للتعاون والعمل وتقوية الأفكار حتى يصبح الإطار الوطني قويا. - المنتخب: كيف تقيم عمل الإطار رشيد الطوسي الذي كان تلميذك بالأمس؟ العامري: إنه تلميذ مجتهد.. لقد حقق ما عجز عنه جميع المدربين المغاربة أو الأجانب في المغرب الفاسي رغم وجود إكراهات كثيرة، هنيئا له وللماص. - المنتخب: لماذا لم تأخذ حقك في تدريب بعض المنتخبات الوطنية رغم ما قدمته للكرة المغربية؟ العامري: تديرب منتخبات وطنية في الدول المتقدمة ليس بالضرورة أن تكون مدربا مشهورا، والأمثلة كثيرة مثل منتخبات أنجلترا، إسبانيا برغم وجود أندية قوية، مدربو منتخباتها غير معروفين والسبب هو أن الأندية القوية هي التي تزود المنتخبات، وعندما تصبح بطولتنا قوية ستزود الفريق الوطني بمدربين ولاعبين ولن يكون مشكلا في الناخب الوطني، فالمدربون الأقوياء في البطولة هم من يصنعون الناخب الوطني، المهم أن أشتغل وأجتهد لما فيه مصلحة الكرة الوطنية وأن أخذم وطني بحب، وأنا رهن الإشارة في أي مهمة وطنية. - المنتخب: بماذا تعد جمهور المغرب التطواني؟ العامري: لقد وعدته قبل بداية الموسم بالنتائج والفرجة وتحقق ذلك.. ما أريده من الجمهور هو أن أرى مدرجات ملعب سانية الرمل مملوءة عن آخرها، أنا من أطلبهم اليوم وأعرف أن السرعة النهائية تتطلب دعما جماهيريا كبيرا. - المنتخب: والرئيس عبد المالك أبرون أين هو من معادلة الفريق التطواني؟ العامري: إنه رجل يقدر المسؤولية ويحترم التخصصات، لقد منحني شرف تدريب الفريق ووضع في كل الثقة، لا يدخر جهدا في دعم الفريق ماديا ومعنويا، مسير ناجح ويشكل نموذجا حقيقيا للمسير الذي تريده البطولة الإحترافيه، وتواصله الدائم يجعلنا نشتغل ونكد ونجتهد، وكم نسعد عندما نهديه الفوز ويشاطرنا الأفراح والمسرات، تحية له ولكل أعضاء المكتب المسير. حاوره: جلول التويجر عدسة: