ندد عدد من شباب الجماعة القروية ثلاثاء بوكدرة بإقليم آسفي، ومعهم جمعويون يمثلون جمعية حوض عبدة، بإقدام المسؤولين بالجماعة إياها على تحويل دار الشباب الوحيدة بالمنطقة إلى مقر لجماعة جديدة وهي الجماعة القروية «شهدة» التي خرجت من رحم جماعة بوكدرة وظلت «تزاحم» في احتلال مصالح إدارية حيوية منذ التقسيم الإداري الأخير . وأكد محمد حمدوشي، رئيس جمعية حوض عبدة، ل«المساء» أن شباب منطقة بوكدرة ما فتئ يطالب بتوفير فضاء لاستغلال وقتهم غير أن حرمان المنطقة من دار الشباب هو حرمان في الأصل لشباب المنطقة، وهو ما يمكن أن يترتب عليه انشغال الشباب بأمور «سيئة»، من قبيل استهلاك المخدرات في ظل الفراغ القاتل الذي يعانون منه، خاصة أن المنطقة قروية ولا تتوفر على أي فضاءات ترفيهية أو حتى مساحات خضراء أو ما شابهها، مثلما هي بعيدة بالعديد من الكيلومترات عن مدينة آسفي، وحتى الجماعات الحضرية المتاخمة لها هي شبه خالية بدورها من أي فضاءات ترفيهية من هذا القبيل، خاصة قربها من بلدية سبت جزولة التي يعاني شبابها أيضا من الفراغ في ظل غياب مرافق بها. ويضيف حمدوشي أن دار الشباب تعتبر مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية وفضاء خصبا لممارسة عدة أنشطة، كما أنها فضاء للتكوين ويفترض أن تكون مصدر إشعاع ثقافي ومقرا لجمعيات المجتمع المدني، هذه الجمعيات التي تعتبر صلة وصل بين المجتمع والإدارة غير أن إقفالها بهذا الشكل دون تعويضها بدار شباب أخرى هو أمر يعكس «السياسة التي تسير بها الجماعة وتعبير عن إهمال هذه الفئة المهمة من المجتمع»، يضيف المصدر نفسه، مثلما هو خيار «مخالف للتوجه العام للدولة، ما يوحي بأن مشاكل الشباب لا وجود لها في قاموس الساهرين على الشأن المحلي بثلاثاء بوكدرة التي تقع على بعد 20 كلم من مدينة آسفي، وأن الاهتمام بتشييد فضاء من شأنه احتضان الشباب لا يوجد في صلب اهتمامهم، علما أنه يحمي هذه الفئة ويربي فيها كل القيم الجميلة والإيجابية»، يقول حمدوشي. وطالب شباب منطقة بوكدرة ونواحيها المسؤولين بإقليم آسفي، كل من موقعه، بإيلاء الاهتمام للشباب وإيجاد الحلول لمشاكله والعمل على إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه، وذلك بتمكين الشباب من فضاء في المستوى في أقرب الآجال مراعاة لأهمية هذه الفضاءات التربوية. وأكد مصدر مطلع أن بعض الجهات المسؤولة كانت مستعدة لتشييد فضاء يؤوي الشباب، وأنه سبق أن تمت مناقشة الفكرة مع بعض المسؤولين بجماعة بوكدرة، وتم تخصيص بقعة أرضية ذات الرسم العقاري عدد 1116/23 الموجودة بالمركز إلا أنه لم يتم الاهتمام بهذا الموضوع إلى أن قام المجلس الجماعي بالعدول عن هذا المشروع في النقطة الخامسة من دورته العادية لشهر أكتوبر2011 التي دارت أطوارها بمقر الجماعة ذاتها بتاريخ 31 اكتوبر2011.