عثر مواطنون، نهاية الأسبوع الماضي، على شخص مجهول الهوية مقتولا بحديقة دار الشباب القدس وسط مدينة فاس. ووجدت جثة هذا الشخص في حالة تحلل متقدمة، وقالت المصادر إن الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من المكان هي التي قادت إلى العثور على الجثة. وبعد الأبحاث الروتينية والتحري في محيط الجثة من طرف عناصر الشرطة العلمية، أحيلت الجثة على مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي الغساني. وقبل هذا الحادث بأيام، عثر مواطنون أيضا بالقرب من ثكنة عسكرية بحي الأطلس على جثة شخص متوفى يرجح أنه تلقى ضربات موجعة في البطن من شخص آخر كان على خلاف معه حول أمور تتعلق بالمخدرات الرخيصة. واستنفر الحادث عناصر الشرطة العلمية، وبعد التحري حول المحيط، أحيلت الجثة على مستودع الأموات. وأوردت المصادر بأن التحريات الأولية حول الجثتين تفيد بأن الأمر يتعلق بشخصين بدون سكن قار، طبقا للتسمية الفرنسية. وتحدثت المصادر عن تنامي ظاهرة المشردين في المدينة. وتحول عدد من «الخرب» إلى مآوي دائمة لهم. وغالبا ما يعمدون إلى اتخاذها ك«بيوت» استراحة أثناء النهار، بينما يستغلون الليل للخروج في رحلات «تسكع». وحذرت المصادر من انعكاسات الظاهرة على مستوى الأمن بالمدينة، وقالت إن بعض هؤلاء يعتبرون جانحين يشكلون خطرا على المجتمع، وبإمكانهم ارتكاب اعتداءات في حق مواطنين. ويعمد عدد منهم إلى التسلح بأسلحة بيضاء، وغالبا ما يدمنون على تناول مخدرات رخيصة، لكنها جد قوية، ويختلط الذكور بالإناث في هذه المجموعات. وتعاني العاصمة العلمية من نقص حاد في الجمعيات والمراكز التي تتولى رعاية هؤلاء المشردين، وإعادة إدماجهم في المجتمع. وإلى جانب هذه الشريحة، يجول في مختلف شوارع وأزقة المدينة متسكعون يبدو من ألبستهم وملامحهم أنهم يعانون من أمراض نفسية وعقلية جد متقدمة، وعادة ما يتخذ هؤلاء الشارع العام مأوى مفتوحا لهم. وتبلغ قساوة أوضاع هؤلاء قمتها في فصل الشتاء، وأثناء التساقطات المطرية. وباستثناء مستشفى الأمراض العقلية ذي الطاقة الاستيعابية المحدودة، فإن المدينة تفتقد لمؤسسات من شأنها المساهمة في رعاية هذه الفئات. وتعجز دوريات الأمن عن إيجاد حل لانتشار هذه الظاهرة، في غياب مؤسسات توجهها إليهم.