وجد جيران عائلة "ع. ب." صعوبة كبيرة في دخول منزل العائلة في حي "البورنيات"، الشعبي، في مدينة فاس، بعدما سمعوا لأكثر من مرة الصراخ ينبعث من البيت في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة الماضي، بسبب "مقاومة" ابن العائلة، الذي كان في حالة هيجان، بعدما أقدم على ذبح أبويه من الوريد إلى الوريد مستعينا ب"مسطرة" عبارة عن سيف طويل. وقد وجدت عناصر الشرطة القضائية، بدورها، صعوبة بالغة بعد إعلامها بالجريمة في اقتحام المنزل، بعدما هدّد الجاني باستعمال "المسطرة" في "الإجهاز" على أي شخص يحاول الاقتراب منه. وحكى مصدر أمني ل"المساء" أن الشاب "عبد الله ب." كان في حالة هستيرية متقدمة أثرت على عملية اعتقاله.
وصدم عدد من جيران العائلة، الذين تمكّنوا من دخول المنزل إبان اقتحامه، بالطريقة المرعبة التي تم بها ذبح الأبوينن اللذين دخلا في عقدهما السادس، وأشار أحدهم إلى أنه وجد غرفتهما غارقة في الدماء وبدت الجدران ملطخة بالدماء، فيما وُجد الوالدان بجانب بعضهما البعض.
وقد أفضت التحريات الأولية في عين المكان إلى أن الجاني مختل عقليا وأُخبِروا أنه سبق له أن دخل مستشفى الأمراض العقلية لتلقي العلاج، لكنه لم يداوم على تناول المهدئات، كما لم يداوم على زيارة أطباء المستشفى وظل، حسب بعض المصادر، يستهلك المخدرات، ما أدى إلى تدهور حالته النفسية. وقد استغل الجاني "انفراده" بوالديه في بيت العائلة، بعد خلوه من أشقائه الخمسة، ليرتكب جريمته، التي أرعبت المدينة.
وقد قررت مصلحة الشرطة القضائية، بتنسيق مع النيابة العامة في محكمة الاستئناف، إحالة الجاني على مستشفى الأمراض العقلية، قبل تعميق الأبحاث في النازلة ومعرفة دوافع هذا الشاب لارتكاب هذه الجريمة البشِعة، في غفلة من الجميع، فيما تقرر إحالة جثثي الأم والأب على مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي "الغساني".