اهتزت مدينة طنجة يوم الثلاثاء 16 فبراير الجاري على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها ثلاث نساء، وذلك بحي البرانص 1، خلف مسجد الأزهر، بعدما عثر على الضحايا الثلاث، حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، مذبوحات من الوريد إلى الوريد ومضرجات في دمائهن بالطابق الثالث للمنزل. وحسب مصادر أمنية رفيعة المستوى، فإن الضحايا الثلاث: السعدية (55 سنة)، وابنتها هنيدة في عقدها الثالث، وصديقة العائلة رشيدة، في عقدها الرابع، عدن إلى المنزل في حدود الساعة الواحدة زوالا، بعد قضاء بعض المصالح من الخارج، ليباغتهن الجاني أو الجناة داخل المنزل، مستغلا عامل الزمن، حيث يكون الحي المذكور في حالة هدوء. وحسب ذات المصدر، فإنه يرجح فرضية الاعتداء بهدف السرقة، خصوصا مع اختفاء الهواتف الخلوية للضحايا، هذا دون أن ينفي فرضية الاعتداء بدافع الانتقام، خصوصا وأن رب الأسرة وصاحب المنزل الذي تمت فيه الجريمة يعمل إطارا عاليا بإدارة الجمارك بميناء طنجة، وعرف عليه حزمه وصرامته في تعاملاته الإدارية والمهنية، مما خلق له متاعب وعداوات مع بعض المتعاملين مع إدارة الجمارك بالميناء. وأن عملية سرقة الهواتف الخلوية ماهي إلا تمويها من الجاني أو الجناة. كما كشف التحقيق الأولي لموقع الجريمة لعناصر الفرقة العلمية والتقنية المركزية، والشرطة القضائية التابعة لأمن طنجة، أن الجاني أو الجناة استعملوا باب المرأب (الكاراج) للدخول إلى المنزل، خصوصا وأن الباب وجد مفتوحا ولم يتعرض للكسر. وقد تم فتح تحقيق قضائي من طرف عناصر الشرطة القضائية بطنجة مباشرة بعد تلقيها نبأ هاته الفاجعة، والذي انطلق بجميع المعطيات التقنية والعلمية لمسرح الجريمة، والاستماع إلى الشهود والجيران، هؤلاء أكدوا في محاضر الاستماع إليهم أنهم لم يشاهدوا أو يسمعوا أي شيء غير عادي بالمنزل، إلى غاية سماعهم صراخ البنت التي اكتشفت الجثث بعد عودتها من المدرسة. يذكر كذلك، وحسب المعلومات المتوفرة، فعناصر الشرطة العلمية والقضائية يواصلون أبحاثهم في موقع الجريمة لحدود الساعة، مانعين أي دخول للمنزل حتى لصاحب البيت أو لأحد أفراد الأسرة.