ما تزال قصة الأبناء الثلاثة الذين حاولوا قتل والدهم لم تفارق أحاديث الناس بمدينة أصيلة، وهي الجريمة التي انتهت بوفاة أحد الأبناء، ودخول الأب والابن الثاني إلى المستشفى في حالة خطيرة، بينما يقبع الابن الثالث في السجن على خلفية هذه الجريمة. وبدأت رغبة انتقام الأبناء الثلاثة من أبيهم عندما طلق والدتهم وتزوج بامرأة أخرى، لتنطلق بعد ذلك المشاكل العائلية، التي انتهت برفع الأب دعوى قضائية ضد أبنائه يطالبهم بإفراغ البيت الذي يقطنون فيه لأنه في ملكيته. وأفادت مصادر مطلعة بأن الأبناء لم يستوعبوا قرار الأب الذي حاول طردهم من المنزل الذي يعيشون فيه وهو ما جعلهم يفكرون في تصفيته. وقام الإخوة الثلاثة بترصد أبيهم عند مدخل المنزل، ولحظة وصوله انقضوا عليه وقاموا بتكبيله وبدؤوا يمارسون عليه مختلف أنواع التعذيب، إلى درجة أن أحدهم، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة، أدخل يده في فم والده إلى أن أوصلها إلى حلقه، وهي العملية التي على إثرها أغمي على الأب وجعلت الأبناء يعتقدون أنه مات. بالمقابل، أثار الضجيج والصراخ الذي كان ينبعث من المنزل ارتياب السكان المجاورين الذين هرعوا إلى عين المكان لمعرفة ما يجري، غير أن الإخوة نجحوا في الفرار إلى سطح المنزل، بعدما أحسوا بقدوم الشرطة التي بدأت تطاردهم. وفي الوقت الذي نجح اثنان من الجناة في القفز من السطح نحو الشارع الخلفي للمنزل على علو 13 مترا، فإن الابن الثالث أدركته الشرطة وعندما وجد نفسه محاصرا هدد برمي نفس من السطح، قبل أن ينصب له رجال الأمن كمينا ويلقوا عليه القبض. غير أحد الأخوين اللذين نجحا في القفز من السطح إلى الشارع، أصيب في رأسه إصابة خطيرة فارق على إثرها الحياة، بينما أصيب أخوه إصابات خفيفة، لكنه وضع تحت الحراسة الأمنية حتى تتمكن الشرطة من اعتقاله بعد شفائه. ورغم صغر مدينة أصيلة فإن الجرائم التي وقعت فيها لا تعكس حجم هذه المدينة، فقبل شهور قليلة اهتزت نفس المدينة على وقع جريمة قتل مروعة راح ضحيتها زوجان إسبانيان، إذ عثرت المصالح الأمنية على جثتيهما داخل منزلهما بالمدينة القديمة بأصيلة. وقام الجاني بذبح الزوج الإسباني، 50 سنة، الذي كان يرقد إلى جانب زوجته بغرفة النوم كما وجه طعنات قاتلة بالسكين في اتجاه عنق زوجته البالغة من العمر49 سنة. وقد لعب الحظ دورا كبيرا في اعتقال الجاني، إذ تمكنت مصالح الأمن من إيقاف الجاني البالغ من العمر 26 سنة قبل اكتشاف جثتي المجني عليهما، حيث حاول الجاني الفرار على متن سيارة مرقمة بإسبانيا، لكنه اصطدم بسيارة أخرى عند مغادرته موقف السيارات، قبل أن تعترض طريقه إحدى الشاحنات ويلحق به شرطي المرور ويسلمه إلى عناصر دائرة أمن أصيلة، ليكتشف بعد ذلك أن هذا الشخص هو نفس مرتكب الجريمة. وهناك جرائم أخرى لا تقل خطورة عن سابقاتها وقعت في هذه المدينة الصغيرة، من بينها تعرض أحد الصحفيين المحليين لمحاولة قتل من قبل عناصر مجهولة، إذ أصيب الضحية في وجهه إصابة بالغة الخطورة، قبل أن يرفع شكاية إلى الوكيل العام بخصوص تعرضه لمحاولة قتل.